المقالات

حياة سنة العراق- بين المرجعية والعالمية ./ محمد ابو النواعير

1658 2015-01-12

محمد أبو النواعير*

لم يعد خفيا, إمكانية قيام الدول وأجهزتها, بممارسات وأفعال بحق الأفراد والشعوب, بقوة تسلط وهيمنة وتحكم بالمقدرات؛ فعند قيام الصراع بين دولتين أو طرفين أو محورين أو قطبين, تنتهي قضية إحترام حياة الناس ودمائهم, وهذا هو المكروه والمنبوذ في السياسة!

ما يمر به العراق الآن من معارك كبيرة وشرسة, ضد تنظيم داعش الإرهابي, جعل منه حلبة نزال الكبار وصراعهم؛ ولا يخفى أيضا, أن طرفي الصراع الكبار محورين معروفين, روسيا-ايران, امريكا- اسرائيل- وبعض دول القارة العجوز؛ ومن المؤسف أن هذا الصراع والتقاتل, قد حصل في إحدى أهم مناطق العراق, وأكثرها حيوية وإستراتيجية, أي المنطقة الغربية التي يقطنها كثير من السنة.

حصول المعارك وتصارع الإرادات في هذه المناطق, مع حضور النفس والآديولوجيا السنية السلفية المتطرفة, والمتمثلة بالخطاب الداعشي! جعل منها أتونا مشتعلا, ومع تصاعد خطاب التنافر والعداء بين الكبار, إزداد اشتعال النار في هذه المنطقة, والضحية هذه المرة من أبناء السنة, من الناس الشرفاء الذين لا ناقة لهم بهذا الصراع ولا جمل.

الحركة الأخيرة من دول محور امريكا, والتي دفعت بإنخفاض أسعار النفط, لضرب المحور المنافس لهم(محور ايران- روسيا), إدى الى الإضرار كثيرا بدول المحور المنافس, لكنه أدى أيضا الى الإضرار بالعراق الذي تدور على أرضه رحى المعركة.

 وبنظر بعض المحللين السياسيين, فإن ذلك سيؤدي الى ازدياد شراسة المعارك في العراق, بل وفتح جبهات جديدة ضد دول محور أمريكا, وستتطور الحرب نحو الأسوأ!

المرجعية الدينية في النجف الأشرف, كانت وبإستمرار تحث على التفريق بين البريء والمذنب في هذه الحرب, وعدم أخذ البريء بجريرة المذنب, بل ووقفت سدا مانعا قويا ضد أي انتهاكات, أو تجاوزات ضد السنة خصوصا, والعراقيين عموما, وما كان تصريحها الجمعة الأخيرة, وما فيه من أبعاد أخلاقية تمثل جوهر الإسلام الصريح, إلا إشارة واضحة على كونها تعمل كمصد دفاعي, يعمل لصالح العراقيين, من أجل منع الدول الكبيرة المتصارعة, في الإنطلاق بغيّها, وإشعال أرض العراق, وإحراق من تبقى ما شعبه, وقودا وحطبا!

العجيب في أمر هذه التوصيات والفتاوى, أنها جمعت بين النقيضين, فهي من جانب كانت الحافز الذي أشعل صدور الغيارى للذود عن مقدسات هذا البلد(الأعراض- الدماء- الأرواح- المشاهد المقدسة)؛ ومن جانب آخر مثلت مصد دفاع عن أرواح الناس البريئة, بل كانت كابح إيقاف لمخططات المتصارعين الكبار الرامية إلى إبادة هذا الشعب.

المرجعية الدينية الآن وبنظر عدد من المحللين, قد دخلت ساحة السياسة الدولية, وبشكل ظاهر وقوي ومؤثر, ومن المتوقع أنها ستقلب الكثير من المعادلات الظالمة!

يا سنة العراق, بختكم بالسيد !

*ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآديولوجيات السياسية المعاصرة..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك