باقر العراقي
الإرهاب آفة انتشرت بين البشر، وبدأت تنخر بجسد الإنسانية، فقد تطور الإرهاب وتعددت أساليبه يوما بعد يوم، وإن هجوم فرنسا الأخير دق ناقوس الخطر على العالم بأسره وأوربا بشكل خاص.
الهجوم هو الأكثر دموية منذ أربعين عاما، فقد تمكن اخوين فرنسيين بالولادة من أصل جزائري، تمكنا من قتل 12 شخصا بينهم 8 صحفيين ومدير تحرير صحيفة شارلي أيبدو الفرنسية في وسط العاصمة باريس، ولاذا بالفرار، مما يدل على احترافية المنفذين.
الأخوان سعيد وشريف كواشي، شريف تدرب في معسكرات قاعدة اليمن، وذهب إلى سوريا والعراق منذ عام 2005، والسلطات الفرنسية على علم بذلك، فقد تم اعتقاله وسجنه ثلاث سنوات، علما إنه يعمل موزعا للبيتزا، وكان يتمنى أن يكون مغني روب.
صحيفة شارلي ايبدوا الأسبوعية صحيفة فرنسية ساخرة، تهاجم السياسيين ورجال الدين، بواسطة الرسوم الكاريكاتورية، وتمادت لتنشر صوراً مسيئة لرسول الإسلام والمحبة، وتغيظ المسلمين في كل أرجاء العالم بالإضافة إلى 5 ملايين مسلم فرنسي.
الهجوم لا يمكن تبريره، ولا يمكن إعطاءه أي غطاء شرعي، إلا من خلال الفكر المتطرف والمنحرف؛ الذي يدعي تبعيته للإسلام، والذي يجمع بين ارتياد المساجد من جهة وحانات الخمور وملاهي الفجور من جهة أخرى، حيث يتواجد بكثرة في أوربا هذه الأيام، ولا ندري لماذا ينتشر هذا الفكر في أوربا؟
التقارير الأوربية تشير إلى أن هناك 3000 مسلح داعشي من أوربا، أكثرهم من فرنسا بحوالي 1202 مسلح، والمانيا 580، وبريطانيا 500، والسويد 300، وهولندا 160 أكثرهم من النساء، وكندا 145 مسلح.
تعرضت فرنسا لعدة هجمات إرهابية خلال العقود الماضية، وسياستها إمتازت بالتناقض، حيث أيدت ودعمت المسلحين في سوريا، بحجة إسقاط النظام السوري، وفي نفس الوقت واجهت وضربت المسلحين في مالي، وخلفية المسلحين في كلا البلدين التطرف الديني، وهوايتهما سفك الدماء أينما وجدت.
هذا التناقض وازدواجية المعايير؛ جعل التطرف ينتعش في أوربا، فالخلايا النائمة والتي سميت أخيرا بالذئاب المنفردة تنتشر في أوربا أكثر من أي وقت مضى، والناس في خوف دائم وهم ينشدون الأمن والحماية من حكوماتهم.
أخيرا على الجميع أن يعرف، بأن كرة الإرهاب صنعت في عقول الغرب، وغذاها جهل وحقد بعض حكام العرب على الإسلام نفسه، ونفذت بأيادي عربية جاهلة، ثم أصبحت تصدر من أوربا بشكل واضح وفاضح وبعلم حكوماتها، والآن كرة الإرهاب ترتد على أوربا نفسها، وبدأت بفرنسا.
https://telegram.me/buratha