المقالات

طفلة مهجّرة في مشهد السياسيين ..!

1418 19:19:52 2015-01-13

بين هُنيهات الأمل البعيد، وطول الطريق، ووعورة مسلكه، وشدّة ظلام الليل، وقساوة البرد، ونفثات السباع الساعية وراء فريستها، تسير تلك الطفلة البريئة، باحثة عن أمّ لها، غيّبتها يد الأقدار! تجفّ الدموع في مقلتيها، وقد أجتمعت حولها وحوشٌ ضارية، إذ يمتزج الأملُ بالألم، فتضطرب السماء، وتضرب بسياط البرق، وتصرُخُ بأزيز رعدها!

في مشهد السماء المهول؛ ملائكٌ تكادُ أن تُطفأ أنوارها، لشدّة ذهولها، رافعةً أصواتها بالتهليل والتقديس، والشياطين تصاعد لتسترق السمع، والشهب مُحجمةٌ عن المسير! يكاد الكونُ أن يتصدّع، والجبال تنهارُ متهاويةً عن السُحب بلا توديع، وأنبياء الله في منازل السماوات، تخرج من مخادعها، متسائلةً عما جرى! ياترى مالذي زلزل عرش الرب؟!

فزعٌ في كل مكان .. قامت قيامة الرب! حيث ظننا أنها تجري لمستقرٍ لها، فإذا بنا نحنُ من يحفرُ هاويتها، ويسجرُ نيرانها، والرب بريء مما يصفون! وها قد أغلِقت أبواب التوبة؛ بوجه السباع، وظلامِ الليلِ الذي حُكمَ عليه بالنور الأبدي، والثلج بالذوبان، والشياطين المغلولة، والشُهُب تحترق في مواضعها، وأولئك الساسة ..!

في زاوية من زوايا الأمل الموءود، في مشهد السياسيين؛ منهم من يرتشف الخمر، وسط جمعٍ من الغواني، تتراقص وتترنم مُطربة، تناغيهم بمودّة مصطنعة! وآخرون يحملون على أكتافهم، أحمالاً من أوساخ الدنيا، ممتلئة جيوبهم، وبطونهم، وأرصدتهم في المصارف، غير آبهين بما يجري، وإن إحترقت الأرض ناراً، وسُيّرت الجبال، وطويت السماء!

منهم من يفترش سجادة الصلاة، حاملاً قرآنه، وآخر يحمل إنجيله، يضمه على صدره، لا يعلمون أن غضب الربّ إن حلّ، فلا الصوم ينجيهم، ولن ترقيهم شمعة القدّاس، ولا كرامة لصومعةٍ، ولا كنيسٍ، ولا مسجد! فقد إجتمعت قوى الظلام في الأرض، على وأد تلك الطفلة اليتيمة، وقُتلت النفس الزكية، وقُضي الأمر!

على قارعة الطريق، ضرب المستضعفون أخبية العزاء، ماتت الطفلة المسكينة! ومازالت عدالة الربّ تلاحق الجناة، ماذا يرتقبون؟! إلا مزيداً من العذاب، ولن ينجو إلا من كُتب عليه، أن يُذبّح أبناءه بسكّين إبراهيم! وسط جمعٍ من الملائكةِ، تتلوا عليهم كتاب الرب: إنّ بطش ربك لشديد، إنّه هو يُبدء ويُعيد ..!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك