لم تكن زيارة العبادي مع وفده إلى القاهرة متأتية من فراغ؛ فهنالك ما يبعث النسيم من دجلة والفرات إلى النيل، ومن المرجعية إلى الأزهر.
فتاوى النجف؛ كانت حلقة الوصل بين الأديان، والمذاهب، لِتمُر كالنسائم من مدينة السلام إلى الكنائس، ولِتلتقي في الأزهر، لِتصب في قالبٍ واحد؛ إلا وهو نبذ التطرف، ومحاربة الإرهاب.
في المؤتمر الصحفي، الذي جمع رئيس الوزراء العبادي مع نظيره المصري" إبراهيم محلب" عُرضت الصورة الحقيقية لإنتصارات الجيش العراقي، والحشد الشعبي، ضد عصابات داعش، من خلال فتاوى السيد السيستاني؛ التي كانت تمثل قاعدة تحقيق الإنتصار .
هذه الحقيقة؛ رسمت على وجوه المصريون هالات من الذهول، لِتكون أنموذجاً حياً، يتوجب على" الكَدعان" أن يقتدوا به في دحر المتطرفين التكفيريين، ومحاربة النعرات الطائفية بِمختلف أشكالها.
لكي لا تكون "بورسعيد" أو الأسكندرية، أو غيرها من مصر، آيلة للسقوط بيد التكفيريين، أعطت تجربتنا في محاربة داعش؛ أنموذجاً بطولياً للمصريون في الدفاع عن وطنهم، ولكي يكون الأزهر، قاعدة دينية جماهيرية، تستطيع أن توحد الصفوف؛ أثبتت مرجعيتنا الرشيدة، أنها رمزاً للقيادة الحكيمة، في توحيد الكلمة، ووحدة الصف العراقي.
قد تدفع التجربة العراقية، بِمراحل صراعها مع الإرهاب؛ كثيرٌ من الدول في صناعة أمنها، بِشكل يجلب الإستقرار بِمختلف أنواعه، وبما أن فتاوى المرجعية، شغلت حيزاً واسع في تقوية النسيج الإجتماعي، ووحدة الصف الوطني، ومحاربة التكفير، لذا أخذت هذه الدول، تبحث بِجدية في ترسيخ، وتنمية النسيج الإجتماعي بين مكوناتها، والحذوا بإتجاه التحشيد الوطني ضد التطرف.
في خضم موجات الصراع المتصاعد؛ لم تقتصر فتاوى المرجعية على مذهبٍ واحد فحسب؛ وإنما كانت مدعاة لنبذ التطرف، ومجابهة التكفير في جميع أنحاء العالم.
لم يكن الخطر الذي جابهته مرجعيتنا، خطراً داخلياً فحسب؛ بل كان خطراً عالمياً، وهذا ما يجعلها محط أنظار الجميع، ومصدر إعجاب كثير من الأديان، والمذاهب في جميع بقاع العالم، والسير بِفتاواها، ما هو إلا سبيل للنجاة، والإستقرار.
أخذ" الكَدعان" من الحشد الشعبي؛ أنموذجاً بطولياً في الدفاع عن الوطن، وقد يأخذ الأزهر من مرجعيتنا الحكمة، ووحدة الصف، وقد يأخذ العالم بأسره درساً؛ عندما تكون الكلمة ثورة.
https://telegram.me/buratha