من منن الباري تعالى، أن جعل في أمتنا علماء فقهاء، يتصدون لقيادة الأمة في محنها، فهم الكهف الحصين من مضلات الفتن، بهم تلوذ الأمة وتهتدي.
بعد سقوط نظام صدام الدكتاتوري، انهار علينا سقف البلاء والابتلاء، ودارت رحى الفتن ومضلات المحن، من احتلال غاشم لا هم له ألا، مصلحته التوسعية التسلطية، تلته العصابات الطائفية، ودول إقليمية داعمة للإرهاب، هدفها إذلال شعبنا، ومصادرة أرادته.
ما كان من الحوزة العلمية الشريفة، ألا أن تتصدى لتلك المؤامرات والفتن، بحكمة وحذر وعين ثاقبة، بقيادة السيد علي السيستاني (أدام الله بقائه). أمام كل تلك المراهنات والمخططات، إبتداءاً من الحاكم المدني (بول بريمر) ومنعه من تنفيذ المشروع الأمريكي، للسيطرة على العملية السياسية في العراق والقرار السياسي.
إذ انه طالب بإقامة انتخابات برلمانية، في اقل من عامين، من الاحتلال ليكون في 30/1/2005 رغم كثير من الموانع، التي كانت تحول دون إقامة الإنتخابات، بالإضافة لدعوته للعراقيين الى المشاركة في الإنتخابات، وبذلك أخرج العراق، من مخالب النفوذ الأمريكي وتسلطه.
أما بعد سقوط الموصل، وما تبعها من المدن بيد عصابات داعش التكفيرية، جراء سياسات حكومة المالكي، أعلن (فتوى الجهاد الواجب الكفائي)، ليهب الشعب العراقي في أروع صور طاعة المرجعية الرشيدة، مسطراً ملاحم التضحية والبسالة على صفحات التاريخ الحديث، لينقذ العراق من مخطط إقليمي أمريكي، كان هدفه تقسيم البلد، طائفيا وجغرافيا، ليتسنى لهم التحكم به فيما بعد.
كان السيد بحق قطب الرحى، في رعاية شعبنا، وإنقاذه من مؤامرات الأعداء، فكان قائدا مجاهدا فقيها، تجسدت على يده ظاهرة العمل الجهادي القيادي والفقهي.
https://telegram.me/buratha