المقالات

اليمن والتحديات المستقبلية / اسعد عبدالله عبد علي

1857 12:21:49 2015-01-29

اسعد عبد الله عبد علي

تتسارع إحداث اليمن بشكل مخيف,متجهة نحو المجهول, مع بروز الحوثيون, واتساع سيطرتهم الجغرافية, يسبقه إعلان الحوثيون العداء لأمريكا ومحورها, مما جعلهم غير مرغوب بهم إقليميا, السعودية كانت في حرب خاسرة ضدهم, طوال السنوات الماضية, ودول الخليج لا تريد كيان خارج سيطرتها, فالتهديد سينطلق من اليمن لمنظومة مشايخ الخليج, وداخليا هناك خط يمني متطرف مدعوم خليجيا, متمثلا بالقاعدة والوهابية, من جهة أخرى الموقف الأمريكي وسعيه للتكسب من الأوضاع, بالإضافة لإيران ودورها الإقليمي المهم.

ففي 20 كانون الثاني تم محاصرة قصر الرئيس هادي, ومنزل رئيس الوزراء بلحاح, مما دفع بهما إلى إعلان استقالتهما,ومن هنا ستبدأ الحكاية.

السعودية خائفة من جارتها الفقيرة, خصوصا إن مملكة إل سعود تخوض صراع جديد, بعد موت الملك عبد الله, وصعود سلمان للعرش, الصف الجديد من الأمراء سيشعل الساحة السعودية, خصوصا إن الطمع بالمناصب طبيعة إنسانية, ومن جهة أخرى تهديد داعش للملكة, باعتباره يرى إن إل سعود انحرفوا عن الإسلام, إما حدودها الجنوبية, فهي الأكثر خطرا, بسبب حربها الخاسرة التي خاضتها قبل سنين مع الحوثيون, في بداية ظهورهم, فكيف اليوم وهم اقوي عدة وعددا, ولا يمكن تجاهل هبوط أسعار النفط, وارتفاع معدلات البطالة سعوديا, كلها تنذر برعب حقيقي من المؤثرات الداخلية والخارجية, ورعبهم من الحوثيون غير خافي.

قبل أربعة أشهر أعلنت أمريكا عن إشادتها باليمن, حيث صرح الرئيس الأمريكي اوباما, باعتبار اليمن مثالا ناجحا, للإستراتيجية الأمريكية لمكافحة الإرهاب, فإذا بهجمات باريس تعلن عن ارتباطها باليمن! وترسل أمريكا سفينتين تابعتين للبحرية الأمريكية, لإجلاء رعايا الأمريكيين من السفارة, باعتبارها تهديدات إرهابية معلنة ضدها, وحالة غليان غريبة, وتقلبات غامضة, تبين إن خطة أمريكا في اليمن, كانت تدفع نحو الحروب والتقسيم, كسياستها في العراق وسوريا, لكنها لا تسيطر على الوضع, فليس كل الإطراف خاضعين لها, مما جعل الطرف الأكثر عداءا لها, هو المسيطر على الأرض, مما يعتبر انتكاسه في السياسة الأمريكية, اليمن اليوم مستنقع كبير لإطراف دولية متعددة.

الصراع الإقليمي مع إيران, يعتبره البعض قائم على الساحة اليمنية, فالحوثيون مع إيران, وهادي مع السعودية , مما يعني أنها خسارة سعودية جديدة في شطرنج السياسة, حيث استقال هادي وسيطر الحوثيون, إيران تتمدد إقليميا جنوب السعودية, مما يعني إن اللعبة أصبحت تماشي محور المعارضة للإرادة الأمريكية, وتحولت قطعة مهمة, من يد أمريكا إلى يد خط المعارضة, وهو تحول هام, فمع حرب النفط, وصراع الأسعار الذي تعمل عليها أمريكا, لهد اقتصاد بعض الدول وللضغط عليها, يأتي الدور اليمني المقبل الخطر, في كيفية تعديل الكفة, وتحويل الضغط عن محور إيران.

بعد عقود العزلة, سيخرج المارد من قمقمه, وسيكون لليمن دور اكبر في الإحداث.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك