عودتنا المرجعية الرشيدة في كل اسبوع على طرح جديد في الشان العام وكان الطرح في هذا الاسبوع مختلفا لانه يمثل تدخلا في صميم عمل المجاهدين ودخولا معهم الى الميدان ويبدو ذلك واضحا من خلال الامور التي اوصت بها المرجعية في هذا الاسبوع فقد اكدت على امور مهمة في العمل الجهادي الشرعي والصحيح من خلال الاشارة الى عدد من المفاصل المهمة في عمل المجاهدين .
منها : الحفاظ على قداسة العمل الجهادي الذي يحتاج الى وعي كبير في هذا الاطار ولن يكون هناك امل احد في الفوز الاخروي ما لم يكن هناك حفاظ واضح على هذه القيم والاداب الموافقة للفطرة الانسانية .
ومنها: ان يستذكر المجاهدون وصايا النبي (ص) بمراعاة الاداب مع المقاتلين من غير المسلمين من خلال عدم التمثيل أو الغدر او قتل الشيوخ وامثالهم وغير ذلك من الامور التي وصلت الى درجة الاهتمام حتى بعدم قطع الاشجار في حالة الاختيار.
ومنها :الدعوة الى الاخذ بمنهج علي عليه السلام عندما قاتل البغاة والتعامل معهم كما تعامل الامام عليه السلام وعدم الخروج عن ذلك كما امرت النصوص الشرعية الواردة عنهم .
ومنها : التوصية بتجنب الوقوع في قتل النفوس البريئة لانه لا يحل لانسان القتل من دون مسوغ شرعي والاحتياط في هذا الامر اتباعا لمنهج الائمة الاطهار في هذه القضية الخطيرة لتجنب اثار مثل هذه الاخطاء الجسيمة ,ولا يسوغ القتل خوف الوقوع في المكيدة مع وجود بدائل يمكن ان يحمي من خلالها المقاتل حياته من الخطر واذا اضطر الى استخدام السلاح الناي فعليه ان يحرص على عدم ايذاء احد من الابرياء.
ومنها : التوصية بمراعاة حرمة غير المقاتلين من جميع الاعمار وحتى الذين ينتسب الارهابيون اليهم بصلة الرحم كما اوصت بحرمة الاموال الخاصة بغير المقاتلين ولا يحل من ذلك الا ما يحمله المقاتل معه اثناء المعارك.
ومنها : عدم التساهل في اتهام الناس ظلما من اجل الطمع في اموالهم كما كانت سيرة الخوارج في زمن الامام علي عليه السلام.
وان الاسلام يكفي فيه ان يشهد الانسان الشهادتين ويكون بذلك معصوم النفس والمال والعرض.
ومنها : التوصية بغير المسلمين الذين يعيشون في بلاد المسلمين وحمايتهم والاهتمام بامرهم واعراضهم كما نهتم باعراض المسلمات من النساء .
ومنها : الاهتمام بحرمة اموال الناس حتى الذين حاربوهم الا تلك الاموال التي حملوها معهم كما هي السيرة التي عرفت عن الامام علي عليه السلام في قتاله في معركة الجمل .
واوصت المرجعية بعدم جعل الاجرام الصادر من جهة حجة لاتهام غيرهم بذلك حتى وان ارتبطوا بهم بجهة من الجهات ولا يسمح باستخدام الظنة في اتهام الاخرين من دون وجه حق .
كما ارشدت الى سيرة علي عليه السلام في طريقة تعامله مع من قاتله في معركة صفين ومنعه لاصحابه من الوقوع في اعراضهم وسبهم .
كما اوصت باعطاء الناس حقوقهم حتى وان اختلفنا معهم كما هي سيرة الائمة الاطهار مع الخوارج الذين كفروهم .
ولابد من الحذر من ان العداء ليس واقعيا بيننا وبين المقاتلين لنا وانما هي فتنة وضلال مفتعل من قبل جهات تسعى لنشر الفرقة بين ابناء البلد الواحد .
ويجب الحرص على استخدام كل الوسائل المتاحة من اجل رفع الافكار العدائية من اذهان المخالفين من المقاتلين وعدم الياس من اعادة المحاولة ولو من اجل المعذرة الى الله في ذلك , وعدم الاخذ بغير العدل منهجا للتعامل مع الاخرين فان العدل هو المنهج الذي يسع الجميع .
واشارت المرجعية في اخر التوصيات الى تجنب العصبيات والتمسك بالاخلاق ، والنظر الى تدهور اوضاع المسلمين بسبب الاقتتال الداخلي .
وكانت هذه التوصيات انطلاقة جديدة في توجه المرجعية في التدخل المباشر في الشان العام وفيها رد واضح على كل الجهات التي تحاول ان تستثمر بعض الاخطاء غير المنهجية في تشويه سمعة الحشد الشعبي وافشال دور المرجعية في الذود عن وحدة الشعب العراقي ضد الارهاب والفساد على حد سواء .
https://telegram.me/buratha