لعل وقت الفروسية لم ينتهي, مادام هناك جهل وأستبداد, ولعل هناك بقية لحلم وردي في عقولنا الممتلئة بصور الرعب والخيانة ما زال هناك من يدافع عن القيم والحقوق.. وأن سادت ثقافة الفرهود, فرهود بلا حدود, وشبح خارطة لا نعلم هل ستبقى على حالها وسط مطامع الغزاة والسارقين..
لوقت قريب الكل كان يريد أن ينال نصيبه من الغنيمة, الكل يغرد بنميمية, ملل حتى النخاع, مفاسد ما انزل بها من سلطان يعجز عن سرده انسان..
عراق يُهدمه أبناءه بتفرقهم وجهلهم, والكل يردد (شعليه, عجل شدخلني ...) من كلمات تدل على ضعف العزيمة, وكبر حجم الجريمة .. لوقت قريب أنتهت ولاية بمأساة, خرجنا من نفق مظلم لنصطدم بصورة جدار أسمها داعش, وجرائم نكراء ترتكب باسم الطائفية, يندا لها جبين الانسانية, ليبدو أن الدم العراقي أصبح رخيص في عوالم البشر, وسط التغريب وضياع الهوية.. فلا أهتمام أعلامي, ولا تنديد دولي, ولا ألتفاتة لجمعيات حقوق ألانسان.
لم يكن يحس بعمق الجرح الا أصحابه, الذين أنبروا بحكمة المرجعية الإسلامية الشيعية, للدفاع عن بلدهم ومقدساتهم, رفضوا أن يتسلل لباقي جسدهم سرطان التخاذل, وألانحياز نحو المصالح الفئوية..
لقد كانت الدعوة للجهاد الكفائي, بادرة لحماية ما تبقى من العراق, في وقت وقفت فيه أغلب المراجع السنية موقف المتفرج, بل الحياد خوفا وحياءا من الطرف الغاصب, وأحتماليات الاشارة اليه كمعتدي.. هب رجال الغيرة العراقية, وأندفع أبناء العشائر العربية من جنوب ووسط العراق يساندهم أخوة لهم من عشائر الغربية, تحت مسمى الحشد الشعبي, بأسلحتهم وبإمكانياتهم الخاصة ليلقنوا الدواعش ومن يقف خلفهم دروسا أليمة, جعلتهم يعيدون حساباتهم, فتحولوا من التمدد في الجنوب الى التمترس بالغربية, ونحو الجبال شمال شرق الموصل.
عاثوا فسادا بأراضينا, نهبوا ثرواتنا, ذبحوا أبنائنا, وسبوا نساء كانت حرة كريمة, بهمجية هدموا الجوامع, والكنائس, والشواهد الحضارية...
لقد كان الحشد الشعبي صمام الأمان للحكومة العراقية, وكانت المرجعية الإسلامية الشيعية بمواقفها وتعليماتها الصريحة, حصن للأبرياء والمبتلين بالخونة والداعشين, حيث حثت العراقيين على التوحد, ودعتهم لحفظ الحقوق, وعدم التجاوز على الممتلكات والمقدرات الشخصية..
لقد قدمت للعراقي قراءة معمقة مما يمكن أن يحدث فخططت, وتابعت عمليات التحرير, والدفاع لحفظ وحدة العراق, فباتت ممثلة لأهل السنة, قبل أهل الشيعة, وقدمت لهم المأوى والطعام, والدعم المعنوي.
اليوم كل من ضحى لأجل العراق, ودافع عن أرضه فرسان للوطن, وهم أملنا في الخلاص من الظلاميين الدواعش وأعوانهم .
https://telegram.me/buratha