المقالات

التحالف الوطني العراقي كقوة

1547 01:08:40 2015-02-27

هل يحتاج العراق الى مؤسسة سياسية كبيرة توحد رؤاه ومواقفه؟ وإلى ماذا تحتاج هذه المؤسسة الكبيرة كالتحالف في حال أريد لها النجاح؟ ما يتطلبه هذا التشكيل المؤسسي, ليقوم بمهامه بأكمل وجه, وتحقيق لغاياته المرجوة, هو أن يتوفر على عدد من العوامل التي ستساعد على نجاحه, وتساعد ايضا على تفعيله وتثبيته في العملية السياسية المعاصرة في العراق.

إذا نظرنا الى بلد كالعراق, سنجد أن الميزة الأبرز في تأريخه السياسي القديم والمعاصر, هو إمكانية قيام دكتاتوريات تجلب الخراب والدمار للبلد, من خلال محاولة الحاكم الدكتاتوري, السيطرة على كل مفاصل القرار , بل والسيطرة على مجمل الإرادة السياسية والوطنية, ومحاولة إخضاع بقية الإرادات له؛ لذا كان لزاما في بلد كالعراق, وتجاوزا لهذه الإشكالية, وأقصد بها إشكالية(السياسة- الحكم- الدكتاتوري), أن تقوم مؤسسة سياسية قوية, تحوي في تشكيلتها على الكتل السياسية القوية الفاعلة, على أن يكون هذا التشكيل السياسي متوفرا على قوة وجودية, تمكنه من أخذ دوره في العمل السياسي, ليكون الجهة المخولة بمراقبة وكبح جماح الإرادات الدكتاتورية, من أن تتسنم مقاليد الأمور. 

الكثير من المشاكل والأزمات وعصى الدواليب, كانت تواجه تشكيلة التحالف الوطني خلال السنين السابقة, وعلى الرغم من حالة التعافي, التي يمر بها هذا التشكيل المؤسسي الكبير, في هذه الفترة, إلا أن صراع الإرادات لا زال يمثل حيزا كبيرا من نشاطه, خاصة إذا علمنا أن هناك أطراف من داخل التحالف, تحاول جاهدة أن تبقيه رهيناً بالضعف والفوضوية والتشتت, فإنبرى البعض مدعيا أن رئاسة التحالف الوطني هي من نصيب الكتلة الانتخابية الأكبر, صاحبة الأصوات والمقاعد الأكثر, وغاب عن هؤلاء بأن مهمة التحالف الوطني لا تقتصر على رسم استراتيجيات الدولة, بل ان مهمته الأولى هي تمثيل مكون كبير يمثل في تركيبته السكانية ثلثي البلد, وتمثيل المكونات عادة لا يكون خاضعا لعدد أصوات الناخبين, وعدد المقاعد, بل أن تمثيل المكون تدخل فيه اعتبارات متعددة, كالعلاقة مع المرجعيات الدينية, وقابلية تمثيل جميع تنوعات المكون, وإحراز علاقة سياسية متوازنة, مع كل الأطراف الداخلية والإقليمية والدولية. 

الجانب الإقليمي, يمر في هذه المرحلة, بحالة شبه إجماع على التقارب والتوحد, من أجل مواجهة عدد من المشاكل التي بدأت تزحف للمنطقة, منها ملف الإرهاب, وملف انهيار أسعار النفط, وتأخر اقتصاديات اغلب دول المنطقة؛ فوجود مؤسسة سياسية قوية في العراق, بزعامة تمثل خطاب عقلاني معتدل, هو غاية مطلبها, خاصة وان المنطقة تشهد تصادما فكريا, وثقافيا داخليا تتنازعه تيارات مختلفة منها الراديكالي الديني المتشدد , ومنها الليبرالي الانعزالي عن شكلانية أمم المنطقة, ومنها الديني المعتدل. 

الجانب الدولي كذلك لا يمكن ابعاده عن معادلة تشكيل التحالف الوطني العراقي, حيث ثبت من خلال الواقعية السياسية, أن الأطراف الدولية تحاول دائما أن تتعامل مع الطرف القوي , صاحب الموقف الموحد داخليا وخارجيا, وصاحب القوة والسيطرة على الأرض؛ وأن محاولة تصدير تحالف وطني عراقي, كمؤسسة يحكمها المأزومين, ويسيطر عليها فكر التخوين والتناحر وعدم الثقة بين الأطراف, فإنه من المؤكد سيعطي اشارة سلبية للمجموعة الدولية, مما يعني حرمان أكبر مكون عراقي, من أن يأخذ مكانه الطبيعي, في تشكيلة السياسة الدولية المعاصرة. 

الجانب والمهم في هذا الملف, هو وجود اتفاق مبرم بين أطراف التحالف الوطني, ينص على عدم امكانية الجمع بين منصبي رئاسة الوزراء, ورئاسة التحالف الوطني, لطرف واحد من أطراف التحالف, وهذا ما يحاول بعض الأخوة من ائتلاف القانون, الإبتعاد عنه وغض النظر عنه !
*ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآديولوجيات السياسية المعاصرة.‏

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك