المقالات

الأقليم السني: نظرة من ثقب صغير في جدار الحاضر/ قيس المهندس

1788 2015-02-27

قيس المهندس

معلومتان في غاية الأهمية: الإقليم السني قائمٌ لا محالة، ومركزه تكريت، كونها المدينة المحاذية للإقليم الشيعي، وهي تمثل مركز السلطة المرتكزة في أذهان الناس، منذ عهد سلطة البعث، والمعلومة الثانية: أن الولايات المتحدة سوف لن تسمح بتحرير الإقليم، إن لم يكن بمعونة حشد شعبي سني، وقيادة سياسية سنية موالية للغرب!

بعد أن فشل في إدارة البلد، دام لثماني سنوات، وسقوط مدن المنطقة الغربية، ذات الأغلبية السنية، بيد تنظيم داعش، ما عاد السنة يخشون شيئا، فقد حل الدمار في مدنهم على يد داعش، ولم يعد يجديهم سوى إقامة الإقليم، والمطلع على حيثيات الأحداث، يرى أن تلك المدن تحث الخطى نحو تكوين الإقليم!

من جهة أخرى فإن المتفحص للأحداث، يجد أن قوى التحالف الدولي ضد داعش، ليست بصدد القضاء على التنظيم، ومن ثم تسليم تلك المدن الى الحكومة العراقية، من يظن ذلك فهو مخطئ تماماً، وإلا لماذا أحدثت الولايات المتحدة كل تلك الضجة، فهي التي أنشأت ذلك التنظيم ودعمته، وهي اليوم تضربه بطائراتها وذخيرتها!

ثمة إستراتيجية يتبعها الغرب، غايتها تقسيم العراق، تتألف هيكلية تلك الإستراتيجية من عدة تكتيكات، ذات خطوط متوازية، بدءً من إدارة الأزمة، من حيث إطالة أمد الصراع بين داعش والحكومة العراقية والحشد الشعبي، وكذلك تدريب مجاميع مسلحة من أهالي تلك المدن، تحت قيادة سياسية، ذات مقبولية لدى الشارع السني هناك.

الأخبار تتحدث عن جمع الآف المتطوعين من تلك المدن، تحت قيادة نائب رئيس الجمهورية الحالي أسامة النجيفي، وأخوه أثيل النجيفي محافظ الموصل، وبالنظر لما لدى الإخوة النجيفي من شعبية سيما في مدينة الموصل، فإنهما مؤهلان لقيادة الإقليم، فقد أظهرت مقاطع فيديو أولئك المتطوعين، حيث بدى عليهم المستوى العالي من التجهيز والتدريب!

عند حيان نقطة الصفر، سوف تنطلق حملة تحرير مدينة الموصل، على يد القوات الأمنية العراقية وحشد النجيفي، والقوات الدولية، وبعد التحرير، يصبح آل النجيفي الأبطال القوميين، المخلّصين للشعب السني، وستوكل إليهم قيادة الإقليم، وستجبر الحكومة الإتحادية على سحب قواتها، لكن في النهاية هل سيحافظ الأبطال الجدد على ملكهم الجديد؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك