المقالات

السبيل لإستثمار طاقات الشباب/ باقر العراقي

2979 2015-03-06

باقر العراقي

الشباب طاقة متأججة، سهلة الاكتشاف، منتشرة في كل مكان، بحاجة لمن يعطيها القدحة الأولى، لتكون في أحد الطريقين، أما ايجابي ونتيجتها الطبيعية شباب منتج معطاء، أو تكون بعكس ذلك، ونهايتها الانحراف والشذوذ، والبحث عن الذات المفقودة، حتى ولو كانت في الانضمام إلى الجماعات الإرهابية.

الغاز المصاحب لاستخراج النفط ، يحترق منذ عشرات العقود من السنين، ليخلف وراءه آلاف الأطنان من المواد السامة المنتشرة، ولتدخل دون استئذان في رئة كل عراقي عشرات الآلاف من المرات يوميا، فلو استغل الغاز المحترق، لتوليد الكهرباء مثلا، لكنا في حالة اكتفاء ذاتي، وبمنأى عن الأمراض المصاحبة.

الطاقة الحركية عند الشباب عظيمة جدا، والطاقة الكامنة الغير مكتشفة أو غير المنظورة، أعظم من الأولى، إن لم تستغل تحترق، وتسبب أمراض مجتمعية، كما هو حال آبار النفط، التي نأمل جميعا أن يتحسن حالها، في ظل الوزارة الجديدة للاقتصادي الكبير الدكتور عادل عبد المهدي.

السؤال الوجيه والموضوعي، كيف نستغل طاقات الشباب؟ ونحولها إلى مادة مفيدة ونافعة، بدلا من أن تتحول إلى سموم سلبية تقتل عنفوان الشباب، وتتسبب في شلل المجتمع لا سامح الله.

لا نريد أن نرمي الأسئلة جزافا، ولا نريد أن نتركها على الغارب، بل سنجيب عنها، حتى نكون جزءا من الحل، لا جزءا من المشكلة، كما أننا لا ندخل في سبب المشكلة، لأنها قد تأخذ وقتا أكثر، وقد تكون معروفة لأكثر الباحثين.

لذلك علينا أن نسد وقت الفراغ، ونوفر مكان ايجابي، بدل المكان السلبي الذي يضطر الشاب أو الشابة اللجوء إليه، مثلا نوفر ملعب خماسي، بدلا من مقهى ملوث بـ" النركيله"، أو مسبح مكيف بدلا من ملهى على طريقة الكوفي شوب الحديثة، أو مدرس حنون ومشرف رياضي أو ثقافي، بدلا من قرين سيء أو آب متصلب، يعيش مع جيله السابق لا مع جيل أبناءه.

صرف مليارات الدولارات، لبناء المنشآت الرياضية العملاقة، كالمدن الرياضية، والملاعب الاولمبية الكبيرة، ومنتديات الشباب النموذجية، والتفكير في أقامة البطولات الإقليمية والعالمية، تفكير استراتيجي ومنطقي، في مجتمع يعشق الرياضة، لكن أن يبقى الشاب مختنق، وليس لديه متنفس آخر، ليلجأ إلى الطريق الخاطئ، هذا أمر ليس منطقي إو مقبول بالمرة.

الحل أن نفكر أيضا، ببناء منشآت شبابية صغيرة، تكون عملية ونافعة في كل مدينة أو قرية، والوحدات أما مسبح أو قاعة رياضية أو ساحة رياضية أو مضمار سباق، أو ساحة العاب شعبية، أو صالات رشاقة للفتيات، أو مختبرات علوم، أو مرسم أو قاعة فنون.

هذه الوحدات الشبابية الصغيرة، تكلفتها صغيرة، وفترة بناءها قصيرة، ويرتادها الشباب مباشرة، فإن كانت مجانية فخير على خير، وإن كانت ببدل اشتراك، فهذا يفعل الاستثمار، وينمي الاقتصاد الوطني، ويكون أفضل استثمار لطاقة الشباب، وأمثل استغلال لمؤسسات الدولة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك