باقر العراقي
الشباب طاقة متأججة، سهلة الاكتشاف، منتشرة في كل مكان، بحاجة لمن يعطيها القدحة الأولى، لتكون في أحد الطريقين، أما ايجابي ونتيجتها الطبيعية شباب منتج معطاء، أو تكون بعكس ذلك، ونهايتها الانحراف والشذوذ، والبحث عن الذات المفقودة، حتى ولو كانت في الانضمام إلى الجماعات الإرهابية.
الغاز المصاحب لاستخراج النفط ، يحترق منذ عشرات العقود من السنين، ليخلف وراءه آلاف الأطنان من المواد السامة المنتشرة، ولتدخل دون استئذان في رئة كل عراقي عشرات الآلاف من المرات يوميا، فلو استغل الغاز المحترق، لتوليد الكهرباء مثلا، لكنا في حالة اكتفاء ذاتي، وبمنأى عن الأمراض المصاحبة.
الطاقة الحركية عند الشباب عظيمة جدا، والطاقة الكامنة الغير مكتشفة أو غير المنظورة، أعظم من الأولى، إن لم تستغل تحترق، وتسبب أمراض مجتمعية، كما هو حال آبار النفط، التي نأمل جميعا أن يتحسن حالها، في ظل الوزارة الجديدة للاقتصادي الكبير الدكتور عادل عبد المهدي.
السؤال الوجيه والموضوعي، كيف نستغل طاقات الشباب؟ ونحولها إلى مادة مفيدة ونافعة، بدلا من أن تتحول إلى سموم سلبية تقتل عنفوان الشباب، وتتسبب في شلل المجتمع لا سامح الله.
لا نريد أن نرمي الأسئلة جزافا، ولا نريد أن نتركها على الغارب، بل سنجيب عنها، حتى نكون جزءا من الحل، لا جزءا من المشكلة، كما أننا لا ندخل في سبب المشكلة، لأنها قد تأخذ وقتا أكثر، وقد تكون معروفة لأكثر الباحثين.
لذلك علينا أن نسد وقت الفراغ، ونوفر مكان ايجابي، بدل المكان السلبي الذي يضطر الشاب أو الشابة اللجوء إليه، مثلا نوفر ملعب خماسي، بدلا من مقهى ملوث بـ" النركيله"، أو مسبح مكيف بدلا من ملهى على طريقة الكوفي شوب الحديثة، أو مدرس حنون ومشرف رياضي أو ثقافي، بدلا من قرين سيء أو آب متصلب، يعيش مع جيله السابق لا مع جيل أبناءه.
صرف مليارات الدولارات، لبناء المنشآت الرياضية العملاقة، كالمدن الرياضية، والملاعب الاولمبية الكبيرة، ومنتديات الشباب النموذجية، والتفكير في أقامة البطولات الإقليمية والعالمية، تفكير استراتيجي ومنطقي، في مجتمع يعشق الرياضة، لكن أن يبقى الشاب مختنق، وليس لديه متنفس آخر، ليلجأ إلى الطريق الخاطئ، هذا أمر ليس منطقي إو مقبول بالمرة.
الحل أن نفكر أيضا، ببناء منشآت شبابية صغيرة، تكون عملية ونافعة في كل مدينة أو قرية، والوحدات أما مسبح أو قاعة رياضية أو ساحة رياضية أو مضمار سباق، أو ساحة العاب شعبية، أو صالات رشاقة للفتيات، أو مختبرات علوم، أو مرسم أو قاعة فنون.
هذه الوحدات الشبابية الصغيرة، تكلفتها صغيرة، وفترة بناءها قصيرة، ويرتادها الشباب مباشرة، فإن كانت مجانية فخير على خير، وإن كانت ببدل اشتراك، فهذا يفعل الاستثمار، وينمي الاقتصاد الوطني، ويكون أفضل استثمار لطاقة الشباب، وأمثل استغلال لمؤسسات الدولة.
https://telegram.me/buratha