افتتحت صحيفة التايمز البريطانية إصدارها يوم امس بمقال مثير يتحدث عن الموقف الرسمي لسنة العراق في قتال التنظيمات الارهابية في العراق ومنها داعش ، حيث حذرت الصحيفة أن البلاد بدأت تسير نحو التفكك والانهيار في الروابط الاجتماعية ما لم يكن هناك موقفاً رسمياً شجاع من هذه التنظيمات ؟!!
نعم ربما الانتصارات المتحققة اليوم لرجال الجيش العراقي وأبطال الحشد الشعبي والعشائر السنية يعد انتصاراً مشتركاً للطرفين ، ولولا الاخفاقات الكبيرة للحكومة السابقة وعدم قدرتها على التعاطي الايجابي مع السنة ومطالبهم لكانت اليوم الارضية متاحة لتوحيد المواقف والرؤى ولم نصل الى سقوط مدننا بيد الدواعش وحلفائهم من ايتام النظام السابق .
ربما يجب ان يعي السنة في العراق أن هزيمة داعش لا يعد نصراً للشيعة فقط خصوصاً وان مدنهم مؤمنة ولا يهددها الارهاب ، بل يعد نصراً لهم كذلك والدليل على ذلك القتل والتشريد والتهجير للسنة في المناطق المسيطر عليها من الدواعش في البغدادي وصلاح الدين والموصل وديالى وقتل المئات من ابناء العشائر السنية ، وما نراه اليوم من الدعم اللامحدود من وفود المرجعية الدينية الشيعية في ايصال المساعدات الى منطقة البغدادي في الانبار ، وهي صورة رائعة من صور الوقوف مع ابناء البلد الواحد بشتى طوائفه وهذه بالتاكيد هي رؤية المرجعية الدينية الراعية للعراق وشعبه .
رئيس الحكومة الحالية الدكتور العبادي يحاول جاهداً طمأنة السنة العرب عبر اطلاق رسائل عديدة اهمها في ان من يلقي السلاح من ابناء فلن يطالهم أي أذى ، وهذا بحد ذاته رسالة ساعدت في تحقيق النصر في جبهات صلاح الدين والموصل والتي شهدت هروب وانسحاب العشرات من المسلحين المتعاطفين مع تنظيم داعش الى سوريا او الى مناطق أخرى وإلقاء السلاح والاختفاء .
هذه اللحظة الحاسمة والمنعطف الخطير في البلاد هي من اللحظات الخطيرة والحساسة لان القوى التي تضرب الدواعش هي قوات نظامية حكومية وبمساندة ودعم رجال المقاومة الاسلامية بجميع فصائلها ، ناهيك عن الدعم الشعبي والذي ربما يثير الحساسية عند البعض من السياسيين المتهمين اصلاً كونهم حواضن ورعاة الارهاب في الحكومة والبرلمان من اتهام ابطال الحشد الشعبي والتي قدمت ارواحها من أجل تحرير المناطق السنية وهي تتقدم من عموم محافظات الجنوب والوسط فوجاً بعد فوج من أجل ماذا ؟!! اليس من أجل تحرير الاراضي المغتصبة بيد داعش؟!!
وما توصيات المرجعية الدينية العليا والتي تعتبر من الوثائق التاريخية المهمة ، والدولية التي يجب ان تعتمد في اللجان التابعة لمنظمة الامم المتحدة كوثيقة تنظم عمل القوات المسلحة والتي تحارب الارهاب في عموم العالم ، ناهيك أنها قطعت الطريق أمام الانتهازيين والمتسلقين والذين يحاولون ان يحتسبوا أي انجاز متحقق لهم ، وانهم قادة الحشد الشعبي ، الحشد الشعبي قائدهم المرجعية الدينية وبدون منافس ،لانهم كانوا هو صناع هولاء الرجال ، الذين قدموا ارواحهم من اجل كلمة سيسجلها التاريخ لهذه المرجعية الكبيرة ، ومن جانب آخر وضعت خارطة الطريق المناسبة لعمل القطعات العسكرية والحشد الشعبي لقتالهم ضد الدواعش ، ورفع الغطاء عن المندسين والمجرمين والقتلة .
يجب ان يدرك الجميع سنة وشيعة أن أي حالة فو ضى أو اثارة للطائفية على أثر هذه الانتصارات المتحققة على الارض في طرد الدواعش وهزيمتهم لن تؤدي الى الاستقرار والخاسر الوحيد سيكون السني والشيعي بل الجميع على حد سواء ، كما سيؤدي الى تفكيك العراق بكافة مفاصله السياسية والاجتماعية والديمغرافية ، وهذا بحد ذاته نصراً للدواعش والقوى الغربية والاقليمية التي تريد الشر ببلدنا .
https://telegram.me/buratha