لقد أصبحَ خوفهم ورُعبهم اليوم محلّ تندّر العالم، فبعد ان كانوا يظنّون ان بترولهم سيحمي سلطتهم الفاسدة والظالمة أبد الدّهر، اذا بهم اليوم يخافون ظلّهم فـ {يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ}.
فمع كلّ انتصارٍ تحقّقه القوات المسلحة العراقية المجاهدة، مدعومة بقوّات الحشد الشعبي البطلة، على الارهاب، يتعالى صراخ نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية، محذراً ومهدداً، تارة من حرب طائفية واُخرى من عمليات انتقام طائفي، وغير ذلك.
انّ صراخهُ وعويلهُ يعبّر عن حقيقة واحدة فقط لا غير، الا وهي قوة وشكيمة العراق الجديد الذي يتمنى نظام القبيلة ان يظل ضعيفاً مركوناً اقليمياً ودولياً، والا؛
اين كان منذ (٨) اشهر وهو يرى بامّ عينَيه كلّ هذه الجرائم البشعة التي ارتكبها الارهابيون بحق (سُنةّ العراق) الذي يدّعي انه يدافع عنهم؟ اين بيادقه التي ظلّت تهرّج ضد (العراق الصّفوي) طوال عقد كامل من الزمن وهي ترى بأمّ أعينها اغتصاب الارهابيين لأعراض (سُنّة العراق)؟ لماذا لا نسمع لهم حساساً ازاء عمليات التدمير المنظّم التي تتعرض لها ثقافة العراق وحضارته وثقافته؟ أولم يسمّونه (العراق السُّنّي)؟ فلماذا لم يدافع عنه نظام القبيلة وابواقه الطائفيّين؟!.
اننا لم نسمع لهم صوتاً ولا صراخاً ولا عويلاً ولا ولولةً الا عندما يحقّق العراقيون انتصاراً جديداً في حربهم المقدسة على الارهاب، وهذا دليلٌ على صدق مقولتهم التي اطلقوها لحظة اغتصاب الارهابيين لمدينة الموصل بقولهم (نارُ الارهابيين ولا جنّة الشيعة)!.
لقد حوصر نظام القبيلة اليوم بالحقائق، فعلى صعيد العلاقات الدولية لم يعد المجتمع الدولي، وعلى راْسه الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، القابلة المأذونة التي اولدت الحزب الوهابي، يعير كثير اهتمام لزعل الرياض ولم يعد يكترث لتحذيراتها وتهديداتها!.
على الصعيد الإقليمي لم يعد لنظام القبيلة دوره المشهود في أزمات المنطقة، فلقد ولّى ذلك الزّمن الذي كان يجمع فيه الفرقاء المتخاصمين في اية بؤرة مأزومة بمجرّد ان يرفع هاتف السماعة آمراً وناهياً وفارضاً ورافضاً، مع عدد من صكوك اموال البترودولار يوزّعها على الفرقاء ليمرّروا اراداته الملكيّة بلا نقاش او تردّد او تاخير.
على الصّعيد الاعلامي، لم يعد قادراً على تسيير الراي العام، وخاصة العربي والإسلامي، كما يشتهي، وكيفما يفرض توجهاته ضد هذا ولصالح ذاك.
كما انّ صحوة الضمير التي باتت تجتاح الكثير من الكتاب والباحثين والمحققين في العالم، والتي تدفعهم الان لكتابة ونشر الحقائق عن التحالف المشبوه بين (ال سعود) والحزب الوهابي. ودوره في صناعة واحتضان ورعاية الارهاب في العالم، كتابا (مملكة الكراهية) و (أُمراء الظلام) كنموذجين، هو الاخر اقضّ مضاجعهم بدرجة كبيرة، فهم يحسّون اليوم انهم أعجز من ان يدفعوا للقلم المأجور شيئاً من البترودولار لكسره وإسكات صوته.
انه، نظام القبيلة الفاسد، محاصرٌ اليوم ومتهمٌ من قبل القاضي والداني، فلطالما بدأنا نشهد ظهور المحللين والسياسيين على القنوات العالمية كالسي ان ان واخواتها، يسمّونه كمنبع للارهاب ومصدر لكل هذا القتل والتدمير، بعد ان كانت امواله تُسكت كل الأصوات الا صوت المستضعفين {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا}.
لقد ولّى عهد نظام القبيلة الفاسد، وها نحن اليوم امام ولادة حقائق جديدة ترسمها تضحيات العراقيّين الذين يقاتلون الارهاب بالنيابة عن العالم.
انهم يحاولون طمس الحقائق التي رسمت حدودها الكبيرة جداً فتوى الجهاد الكفائي للمرجعية الدينية العليا، وسيأتي اليوم الذي يتمنى فيه نظام القبيلة ان لو كان عنده مرجعاً كالسيستاتي يصدر له فتوى مماثلة قبل ان يصل الارهابيون الى مخادعهم يعتدون على اعراضهم ويسفكون الدماء ظلماً وعدواناً.
ليس امام نظام القبيلة متسعاً من الوقت، فبدلاً من ان ينشغل بتوجيه التهم للحشد الشعبي البطل وبتخويف الراي العام العالمي من الحقائق الجديدة، بدلاً من كلّ ذلك، انصحه ليلتحق بالوقائع الجديدة محاولاً التّعايش معها، أولم يدّعي بأنّه عضوٌ فعّال في التحالف الدولي في الحرب على الارهاب؟ أولم تحاول واشنطن اقناعنا بانّ الرياض شريك وحليف أساسي في هذه الحرب؟ فما الذي قدّمه نظام القبيلة في هذه الحرب؟ ما الذي قدّمه (لسُنة العراق) على الأقل وكل مناطقهم تخضع لسلطة الارهابيين منذ اكثر من (٨) اشهر؟ ما الذي قدّمه للنازحين؟ ما الذي قدّمه للمقاتلين؟ ما الذي قدمه للرازحين تحت سلطتهم القاهرة والقاتلة والمدمرة؟.
لقد أُسقط بيد نظام القبيلة وهو يرى نَفْسَهُ في جبهة (النتن ياهو) فهل هي صدفة ان يعودَ الفرعُ الى الأصلِ؟!.
https://telegram.me/buratha