وسام أبو كلل
الباسيج ، كلمة فارسية تعني التعبئة، أو قوات التعبئة الشعبية، وهي قوات شبه عسكرية، تتكون من متطوعين مدنين أسست من قبل الإمام الخميني قدس سره الشريف عام 1980 للدفاع عن إيران، بسبب الحرب المفروضة على الشعبين العراقي والايراني، وكانت أعدادهم كبيرة جدا تقدر بحوالي أكثر من تسعين ألف متطوع، منهم المثقفين كالطلاب والموظفين، وحتى أساتذة الجامعات ومنهم الكسبة، وكان لهم الدور الكبير في الحفاظ على سلامة الدولة من الإنهيار، وبعد إنتهاء الحرب التي طالت حوالي ثمانية سنوات، أصبح هؤلاء المجاهدين بلا عمل، وحتى الطلبة وقد طالت عليهم الفترة فاصبحت اعمارهم لا تتناسب مع الدراسة، أو العودة إلى الوظيفة لمن كان موظفا ، ومن هنا بدأت بعض الأصوات النشاز ترتفع لتقلل من شانهم، وتدعي إنهم غير ذي فائدة، ولابد من إلغاء هذا المجال الذي يكلف الدولة مبالغ كبيرة وما شابه، وبدأت المسالة تكبر وتكبر، وتناسى بعض المسؤولين الفضل الكبير لهؤلاء المجاهدين في الدفاع عن الوطن والمال والعرض .
ولقوة الضجة التي حدثت آنذاك تحول الأمر الى السيد القائد الامام الخامنائي مد ظله الوارف .الذي اخفى شيئا في نفسه وطلب تأجيل الأمر حتى حين . ولما وصل الأمر ألى يوم الجمعه حيث الصلاة، وأثناء كلامه في الخطبة مد السيد الخامنئي يده وأرتدى الوشاح الذي يرتديه اؤلئك المجاهدون فكان جوابا أخرس كل الألسن المثرثرة وإلى الأبد وإستمر الباسيج الإيراني يعمل بقوة السيد الخامنئي .
أما في العراق، وعندما ساد الخونة والانتهازيين وقادوا الجيش إلى أسوأ كارثة بتاريخ الجيش العراقي، وفقدنا الموصل وصلاح الدين وديالى والرمادي، وهرب الجيش من أصوات منبهات سيارات داعش، كما صرح وزير الدفاع العراقي ووصلت القلوب الحناجر، وهيأ بعض القادة أمتعتهم وأهليهم ليهربوا إلى دول الجوار، عندها صدحت القيادة الشرعية بأقدس الكلمات، لتزلزل الأرض تحت اقدام داعش، ولتعيد إلى العراقيين وعيهم، وتزيد من عزمهم، وتقوي شكيمتهم ، إنها فتوى الجهاد الكفائي، التي أصدرها الإمام السيستاني مد ظله الوارف.
حيث تدافع الاف العراقيين إلى سوح الجهاد ومن مختلف الشرائح والطبقات والمستويات الثقافية، لترد الصاع بصاعين وتأتي بالنصر بعد النصر، وهنا وكما حدث في إيران إرتفعت الأصوات المأجورة لتكيل التهم إلى هذا الحشد المقدس، الذي أعاد إلى الجيش العراقي ماء وجهه الذي اهدره قادته، بل أعاد إلى الإنسان العراقي كرامته ، إرتفعت الأصوات التي إرتضت الذل والهوان وعيش الرق والعبودية والتابعية، التي تنبع من الضمائر الميتة، لتقول إن هذا الحشد إنما هو طائفي وإنه يقوم بالمجازر الدموية من تصفية على الهوية وإنتهاك الحرمات والإعتداء على الأعراض وهنا نتسأل كيف يمكن إسكات هذه الأصوات هل سيضطر السيد الإمام السيستاني مد ظله الوارف أن يرتدي وشاح الحشد الشعبي ليخرس الألسن وليقول لكل المتصيدين بالماء العكر بأن هؤلاء أبنائي الذي سيحفظون العراق ومن يمسهم يمسني والعاقبة للمتقين
https://telegram.me/buratha