حكم العراق عديد من الأنظمة؛ أغلبها كانت تنفذ أجندات خارجية، للحفاظ على كرسي الحكم والنظام، ولتحقيق الأهداف الإستعمارية للدول الداعمة، ومع بدء النظام الجمهوري في العراق، ولج العراقيون مرحلة أصعب؛ وبدء الإقتصاد العراقي بالإنهيار التدريجي، بسبب الحكومات الفاسدة التي أدخلت الشعب العراقي" العيشة الضنكى".
عام 2003 بدأت مرحلة جديدة في حياة العراقيين، بعد سنوات مريرة من الحكم البعثي الفاشي، الذي أوهم الشعب بشعار:" أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة"، وهم أنفسهم أي البعثيون، من أفسدوا مشاريع وحدة العرب، وتحريف الرسالة الإسلامية السمحاء؛ بسبب التسلط وطريقة الحكم التي إتبعها قادة حزب البعث المجرم.
يعتقد أغلب العراقيون بل العرب بأسرهم، إن بلدانهم تحررت من الإحتلال؛ وخرج الإستعمار من بلدانهم ولم يعد! ومن الخطأ أن نعتقد إن للعرب سيادة، وأن يتمتعون بخيرات أرضهم وماحباها الخالق من نِعمْ.؟
رغم عدم وجود مظاهر مسلحة توحي بتواجد قوات للتحالف الدولي في بلداننا، لكن مخططاتهم وأفكارهم الخبيثة تُنفذ وبإستراتيجية دقيقة؛ داعش أو ما يُسمى تنظيمات الدولة، صنيعة يهودية خالصة، زرعها اليهود في المنطقة؛ لتنفيذ مخططاتهم التي تهدف الى تمزيقها، وبمساعدة أمريكية بريطانية، في الوقتٍ الذي تخوض فيه القوات الأمنية العراقية, مدعومة بأبناء الحشد الشعبي، حرباً لتحرير بعض المناطق من إرهابيي تنظيم داعش والبعث ومن تحالف معهما, أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية, خبراء عسكريين، لتقييم الأوضاع التي ستحدد كيفية التدخل العسكري.
أفرزت الأحداث الجارية, القادة الحقيقيون الذين ينفذون مشروعاً وطنياً, وإنشاء دولة قوية متماسكة, من القادة الذين فضحتهم هذه الأحداث وفضحت خيانتهم, وعجزهم عن إيجاد الحلول المناسبة للأزمات الداخلية والخارجية.
ومع إقتراب موعد إعلان النصر، وتحرير كافة المناطق من خطر داعش، وإنتهاء معركة "لبيك يارسول الله" على جميع السياسيين، الأعتراف بحجم المخاطر التي تحدق بالعراق, فالحل الأمثل هو: القبول بالمصالحة الوطنية؛ وإذا ما تم الإبتعاد وتغاضي التفاهمات والحوارات الناجعة, ما بين قادة الأحزاب والتيارات, وإن لم يتم القبول، ليعلن جميع المتخاصمين وبشجاعة, القبول بمخطط (تقسيم العراق) الى دويلات وكونفيدراليات.
وليكن ذلك هوالحل الأسلم بسبب؛ فشل تحقيق "الوفاق الوطني", وتفكك اللحمة الوطنية؛ لقد فشلت الحكومة السابقة بإصدار هوية وطنية تؤشر الأنتماء الحقيقي للأمة, وما حصل أخيراً من تظافر جهود جميع المكونات لمحاربة داعش، يوحي على وجود قادة حقيقيون عازمون على بناء عراقٍ موحد خالٍ من الإرهاب، وإن مشروع إسقاط الهوية وإفشال التعايش السلمي بين المكونات قد فشل، في ظِل قادة ينتمون الى مدرسة الحكمة والإصلاح.
https://telegram.me/buratha