المقالات

ماذا تقول النملة لنملة أخرى؛ عندما يلتقيان في طريق؟!/ قاسم العجرش

1989 11:30:26 2015-03-26

قاسم العجرش

توفر أجهزة الدولة بقطاعاتها المختلفة، منافع ومزايا كثيرة للعاملين فيها، تجعل كثير من العراقيين، يتشبثون بمختلف الوسائل، للحصول على وظيفة في الدولة، ليُكونوا في نهاية المطاف، قبائلها وبطونها وعشائرها وأفخاذها وبيوتاتها..!

   على صعيد المزايا، فإن العاملين في الدولة، يحظون بمكانة إعتبارية في المجتمع، تمثل الى حد ما حصانة إجتماعية، كما تحولهم الى فئة لها أسوارها العالية، التي تحميها من تطفل الفئات الأخرى، من أن يمدوا بصرهم، الى ما بيد فئة المنتمين الى الدولة.

العاملون لدى الدولة، تتشكل لهم ملامح شخصية مختلفة عن غيرهم، ولهم أوسمة وأنواط وألقاب تخصهم وحدهم ، من قبيل "فخامة، ودولة، ومعالي، وسيادة، والسيد العام، وسعادة، وحضرة، ..ألخ"..وهم جميعا يتوفرون على ساعات بايولوجية، ليس لدى بقية أبناء الشعب مثلها!

المنخرطون في أجهزة الدولة؛ يتحدثون بلغة ومفردات مختلفة تماما، عن تلك التي يتداولها عامة الشعب، منها "كتابنا وكتابكم: و"هامش السيد المدير العام المحترم" لتشكل في نهاية المطاف مصفوفة طويلة، تحتاج الى قاموس لترجمتها،  فضلا عن أن لهم "لهجات" فرعية، متفرعة عن لغة الدولة العامة..فقبيلة أهل الصحة، لها لهجتها التي تميزها عن أبناء قبيلة الأمن، وقبيلة التعليم العالي المتعالية، لا تتحدث بلهجات بسيطة مثل لهجة أهل البلديات وأمانة بغداد، وهكذا فإن كل قبيلة لها خصوصيتها اللغوية، التي تميز أبنائها.

وثمة ملامح خاصة لفساد كل قبيلة؛ من قبائل الدولة العديدة والمتشعبة، يمكننا من تحديد عمق هذا الفساد ومداه! كما يعطينا مؤشرات؛ على أن الفساد أنواع وروائح، ويمكن وبسهولة، تمييز كل مؤسسة حكومية عن غيرها، إذ أن رائحة فساد مؤسسات وزارة الصحة، تغلب عليها رائحة تشبه رائحة الديتول، فيما فساد مؤسسات وزارة الدفاع، تطبعها رائحة معادن الأسلحة المشبعة بالزيوت، وكذا الأمر برائحة فساد وزارة التعليم العالي، التي تغلب عليها رائحة ورق الشهادات المزورة..فيما رائحة فساد وزارة التجارة، مشبعة برائحة دفاتر الدولارات..!..وقس على ذلك ما تشاء من روائح!

 ما زلنا في ملمح الفساد، الذي يشكل الطابع العام لقبائل الدولة، ونستقريء كيف يتعامل الفاسدين بعضهم مع بعض؛ فمثلا الفاسدون في وزارة التجارة" قلب على قلب"، يؤازر بعضهم بعض، يقفون إزاء من يحاول النيل منهم، صفا كالبنيان المرصوص..!..ومثلهم الى حدما نظرائهم في الفساد، من العاملين في وزارة الصناعة، لكن الفاسدين في قطاع الثقافة والإعلام مثلا، يثرد بعضهم بدم بعض، لأن صنعتهم الكلام وهو ما لا يمكن حبسه في الصدور..!

كلام قبل السلام:  الفاسدون في مؤسسات المنطقة الخضراء، يتحركون بشكل مختلف، فتصرفاتهم البينية، تشبه تصرف أسراب النمل وهي تتحرك، فحينما تلتقي نملة ذاهبة، بأخرى آيبة، تقف وتهمس بإذنها:"ديري بالچ"..!

سلام

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك