المقالات

الجوار العراقي وصلح الحديبية.. دروس وعبر

1299 01:22:51 2015-03-27

إدارة الدولة, فن يحتاج لمهارة وخبرة, وإخلاص حقيقي, كما يحتاج لقوة وشجاعة, وكلها إن لم تكن موجودة, كموهبة ذاتية, فيمكن إكتساب بعضها في الأقل بالتدريب والممارسة, إن إمتلكنا المؤهلات الشخصية لها. هذه الصفات, لا يجب أن ترتبط بقائد, رغم أهمية ذلك, لكنها يجب أن تتوفر ولو بحدها الأدنى في مجموعة من القادة, المتصدين للشأن العام, وإدارة الدولة, وتصريف شؤونها, ورسم سياساتها.

تبقى تجارب الأمم السابقة, وما مرت به من أحداث, نماذج يمكن أن نستلهم منها العبر والدروس, ونتعلم من الأخطاء, دون أن نقع فيها, أو نستفيد من الخطوات, والأفكار السليمة, التي تصب في مصلحة الأمة, إن امتلكنا الحكمة اللازمة. رغم توافقنا جميعا, على أن أفعال الرسول الكريم, عليه وعلى أله أفضل الصلوات, وما تركه من حديث صحيح, هو نتاج توجيه وتسديد رباني, لكن هذا لا يمنعنا من مناقشته, بعض تلك القضايا, ودراستها وما يتعلق بها, للإستفادة من عبرها, وما فيها من أفكار وأهداف.

من الثابت تاريخيا, أنه عليه وأله أفضل الصلوات وأتم التسليم, عقد صلحا مع " المشركين", فيما عرف بصلح الحديبية, وبشروط يبدوا ظاهرها مذلا, وفيه الكثير من التنازلات, أو كما يسميها مراهقي ساستنا هذه الأيام" إنبطاحا", فهل هو كذلك فعلا؟! ماذا نقول عن ما رافق الصلح من ملابسات, كإزالة صفة الرسالة عنه صلوات ربي عليه واله, أو كيفية تعامل وفد المشركين المفاوض معه؟ وهل هناك من حاجة للشرح والتبرير, مع كل ما قدمته, كتب السيرة النبوية الشريفة, وما حصل من نصر باهر للإسلام وفتوحات؟! ألا تكفي وتزيد؟!

خلال هذين اليومين, حصل تحرك واسع المدى, للإنفتاح والتواصل, مع دول الجوار, وكلنا يعلم نظرتها السلبية, بل والعدائية أحيانا, للتجربة العراقية, وما يتواتر من دعمها الواضح, لمن يعارض ويقاتل, الدولة الجديدة, فهل هذا التحرك فيه مصلحة؟ أم هو "انبطاح"؟
يكذب على نفسه, من يظن أنه يستطيع, منع تدخل الدول الأخرى بشؤونه تماما.. فالدنيا صارت قرية, والكل يتأثر ويؤثر بالكل.. يمكن تقليل هذا التأثير, وتقنينه, تحت مسمى المصالح المشتركة, أما منعه تماما, فهو وهم.

لنسال هل يمكننا محاربة جميع جيراننا؟ أو يمكننا قبول بقاء وضعنا على ما هو عليه, من تراجع وتردي؟ وهل قدمت لنا سياسة التصعيد, واستعداء الخصوم والشركاء, على حد سواء فائدة تذكر؟ وهل نجحنا في إزالة "فقاعة" واحدة مثلا؟. الحرب خاسر فيها حتى المنتصر, فهو أنتصر بثمن, أيسره الدماء والأموال, ناهيك عن الخراب وإستنزاف الثروات.. فهلا جربنا طريقا أخر؟ أفلا نتفاوض مع الداعم والممول, وصاحب الأجندة الأصلي؟ وهل هذا يعني أن لا نعمل على بناء قدراتنا, عسكريا وأمنيا؟ وما المانع من العمل بالمسارين معا؟!

كلام العواطف والحماسة الفارغة, للإستهلاك الإعلامي, والحملات الانتخابية, لخداع عواطف السذج والبسطاء, لكن بناء دولة المؤسسات.. دولة عصرية وعادلة, يحتاج لواقعية, تصارح الناس بالحقائق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك