لن يتأثّر العراق كثيراً بالعدوان العسكري الذي يشنّه نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية على اليمن السعيد، سوى ان الرياض ستؤجل فكرة فتح سفارتها في العاصمة بغداد!.
بل على العكس، فبرأيي، فبعد ان أصبح نظام القبيلة محاطاً بكمّاشة شديدة من كلّ الجوانب، كان يخشى هلالاً ليصبح اليوم بدراً، والتي بدأت تضيّق الخناق عليه، سينشغل بنفسه يأكلهُ القلق من مصيره الاسود المحتوم، ما يقلّل من اهتمامه بالملفّات السّاخنة التي له فيها اليد الطولى في دعم الارهابيين بكلّ اسباب الدّيمومة والاستمرار من أجل مزيد من القتل والتدمير.
انّها النّهاية المحتومة لنظامٍ ظلّ يثير الفتن الطائفية في المنطقة، فكان لابد ان تُحاصره يوماً ما، وها هو ذلك اليوم الموعود!.
انّ تورّط نظام القبيلة في اليمن سيُشغله عن دعم الارهابيين في العراق وسوريا ولبنان وغيرها من دول المنطقة، وهو دٓليلُ فشلهِ الذريع بسبب عجزه عن تحديث الرؤى لتغيير المواقف ازاء العديد من الملفات الهامة في المنطقة.
انّه يسيرُ اليوم الى حتفه وساءت مُرتفقا!. لقد صرف هذا النظام الفاسد مبالغ طائلة لتدمير العراق منذ سقوط نظام الطاغية الذليل صدام حسين، لما كان يعتبره تهديداً مباشراً لشرعيّته كونه والديمقراطية على طرفي نقيض. كما انه فعل المستحيل للتحكم باتجاهات الوضع في سوريا.
اما في لبنان فحدّث ولا حرج. فيما بذل كذلك جهوداً كبيرةً لعرقلة اي حوار حقيقي بين طهران والمجتمع الدولي.
وبينما هو مشغولٌ بنفسه يحاول استيعاب ما حصل لكل هذه الجهود التي بذلها، والتي لم تُنتج له الا خيبات الأمل والهزائم السياسية والإعلامية المتتالية، اذا به يواجه اليوم مصيره المحتوم، من حجارةٍ لم تُعجبهُ في يومٍ من الايام ابداً، واقصد بها اليمن السعيد، فلطالما رفضت الرياض طلبات متكرّرة تقدّمت بها عدن للانضمام الى مجلس التعاون الخليجي، استخفافا بها لانها ترى في اليمن عالة على (الرّيال السعودي) اذا ما انضّمت الى المجلس!.
هذه اليمن الضّعيفة المُستضعفة التي طالما واجهت الاستكبار الخليجي واستجبار آل سعود، اذا بها تفاجيء الجميع لتقف اليوم شامخةً تُهدّد نظام القبيلة في عقر داره، والذي ظنّ ان عدوانه الجوّي عليها ليس اكثر من نزهة بعدها سيفرض شروطه على الشّعب اليمني، ناسياً او متناسياً بأنّ اليمن ليست البحرين، وانها كانت وستبقى مقبرةً لكلِّ من يتعدّى عليها بأيّ شكلٍ من الأشكال!.
برايي فان نظام القبيلة بدأ يهرولُ الى حتفه بعد ان كان يزحف اليه، وقريبا جداً سيكتشف بانّه تورط في مستنقعٍ ليس من السهولة ابداً الخروج منه، بناءً على استشارة سيّئة، وانه سيدفع الثمن غالياً. انّه سيدفع ثمن تراكم مظالم كثيرة جداً ارتكبها طوال العقد الاخير تحديداً عندما احتضن الارهاب الذي وظّفه لتحقيق أجنداته السّياسية في هذا البلد او ذاك، وما البحرين المظلومة من ذلك ببعيدٍ.
وسيُفاجأ اكثر فاكثر عندما يتحرّك اليمنيّون المنتشرون في طول بلاد الحرمين الشريفين وعرضها، اهل الغيرة والنخوة الوطنيّة، دفاعاً عن بلادهم من عدوان نظام القبيلة الغاشم. لقد بدأت اليوم صحوة ضمير تجتاح البلاد العربية، فبدأ الكثير من العلماء والمفكّرين والمثقّفين والاعلاميّين يكشفون الكثير من الحقائق عن نظام القبيلة ودوره في احتضان الارهاب وتسخيره في السياسة والدبلوماسية، بعد ان كانت قد الجمتهم وقطعت السنتهم لسنين طويلة اموال البترودولار التي كان يغدقها عليهم نظام القبيلة للتستّر عليه.
انّه دم المظلومين الذي استباحه نظام القبيلة بالمال الحرام وفتاوى التكفير والاعلام الطائفي، لينتقم له رب العزة، وهو على كل شيء قدير، والعاقبة للمتقين، فالله تعالى يُمهل الظّالم الى حين، ولكنه بالتاكيد لا يَهمل، وصدق العلي الاعلى الذي قال في محكم كتابه الكريم {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ} {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} صدق الله العلي العظيم.
https://telegram.me/buratha