المقالات

بعد فلسطين وصفة جديدة للشعوب

1205 18:07:52 2015-03-29

قبل أن تنتصر الثورة الإيرانية بقيادة الإمام الخميني، كانت إيران المصيف المفضل؛ لدى ملوك وشيوخ وأمراء الخليج، وكان الشاه يعربد في المنطقة دون أن يسمع من الحكام العرب ما يعكر مزاجه.

حينها كانت الشعوب العربية؛ تعيش حلم القومية وتحرير فلسطين السليبة، وكان الحكام يستخدمون؛ هذه العبارات كلما وجدوا أنهم بحاجة لتصفيق شعوبهم، وكلما شعر احدهم بأن عرشه مهدد بشيء ما، فالمعارض عميل لإسرائيل وضد الأمة العربية المجيدة، وجاسوس للغرب، وبمجرد خطاب يلقيه الحاكم ويزبد ويعربد ضد أعداء الأمة العربية، وضد الرجعية، ويهتف بالقضية المركزية للعرب فلسطين، تحول المعارض أو المعترض، إلى خائن ومرفوض من قبل الشارع. 

بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، تغير الخطاب؛ وأصبح كل من يقول لا، مدفوع من إيران، وأي بلد عربي يختلف مع آخر؛ تكون إيران حاضرة بعمالة احدهما لها، وأصبحت حركات المقاومة للانحراف العربي؛ وللاستهتار الغربي الصهيوني، حركات مدعومة وتعمل لتحقيق أجندة إيرانية، حتى أصبح الجسد العربي يستجيب لهذه الوصفة الجديدة. 
اتخذها الحكام علاج جديد ضد كل من يخرج عن طوعهم؛ أو يحاول أن يهدد عروشهم، أو يعارض أو يعترض على موقف ما، على هذا الأساس أصبحت المقاومة اللبنانية، التي حررت جنوب لبنان، ممثلة لإيران وتهدد الأمن القومي العربي، رغم الانجاز الكبير؛ الذي لم تحققه الأمة العربية مجتمعة منذ الاحتلال الصهيوني لفلسطين. 

غدت حماس والجهاد الإسلامي من عملاء إيران، ومدفوعتان من قبلها في الدفاع عن غزة، وان الحصار ضد غزة سببه إيران، بسبب دعمها لحماس والجهاد في مقاومة الاستهتار الصهيوني.  بشار الأسد عميل لإيران؛ كونه يقدم الدعم والتسهيلات لحزب الله اللبناني، واستحق لأجل ذلك جمع شذاذ الأفاق من كل أنحاء العالم لتدمير سورية وشعبها. 

اليوم بعد أن حاولت اليمن؛ امتلاك قرارها، والتخلص من هيمنة أمراء السعودية، وتحكمهم بمقدرات هذا الشعب، ودعم خونته والمتاجرين به، أصبحت إيران تتدخل بالشأن اليمني وتقدم الدعم لأنصار الله.  لذا شنت السعودية وعدد من دول الخليج، واستئجار السيسي، الذي انقلب بالأمس على محمد مرسي الرئيس الإخواني المنتخب، بدعم وتشجيع من السعودية، دون أن تتدخل قطر أو تركيا لإعادة حليفها الإخواني. 

أن كان بعض المطبلين لهذه العاصفة الهوجاء؛ يعتقدون أنها سوف تعيد للعرب كرامة؛ نسوها ونستهم منذ عقود من الزمن، فهم واهمون جدا، فقطر ألان تحولت إلى مستعمرة لتركيا، وسوف يتواجد الجيش التركي على أرضها، ردا على احتمال تواجد الجيش المصري في السعودية؛ لحماية حدودها من أنصار الله. 

لا يمكن لهذه الأمة؛ أن تتحد أو تتفق، مادام عدائها دائما مع أي نقاط ضوء؛ يمكن أن تعيد لها كرامتها، ومادامت الشعوب العربي مدمنة على الشعارات؛ والمخدرات التي طالما استخدمها الحكام العرب، ونجحت مع هذه الشعوب، أما الحكام أنفسهم؛ فهؤلاء لا يعنيهم شيء، بقدر عروشهم وكراسيهم، ولتذهب الأمة والشعوب إلى الحضيض...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك