ربما الأحداث لاتتشابه، لكن الأهداف نفسها؛ إنها الحرب الأمريكية- الشيعية، التي بدأتها أمريكا بعد رحيل محمد رضا بهلوي شاه إيران، وإنتصار الثورة الإسلامية، أيقنت أمريكا وحلفاؤها إن مشروعها في الشرق الأوسط أصبح في خطر؛ فجندت أحد عملائها وهو: صدام حسين، لخوض حرباً دامت 8 سنوات؛ لإضعاف وإلهاء إيران عن تصدير ثورتها إلى الخارج.
لم ينجح عملاء أمريكا، في هزّ شباك إيران وأيقن الأمريكان عدم جدوى إستمرار الحرب التي سميت بـقادسية صدام ! "حرب الخليج"؛ فإنتهت عام 1988 وبعد فشل صدام حسين وحزبه الفاشي الفاشل، بإيقاف المدّ الحسيني عبر الثورة الإسلامية، قررت أمريكا إنهاء خدمة أحد أهم عملائها في العالم، فنصبت لصدام فخاً أوقعته وزبانيته، عندما قرر الدخول إلى الكويت وبدء حرب الخليج الثانية، بعد إستشارة السفيرة الأمريكية آنذاك بربارة.
وكذب الأمريكان كِذبة إمتلاك نظام صدام للسلاح الكيمياوي والبايولوجي، هذه الكذبة التي صدقها السذج وكذبها العُقلاء، لإن هذا النظام لم يكن بإستطاعته إنتاج السلاح النووي أو البايلوجي، بل كان بارعاً بتعذيب شعبه بطريقة بشعة هزت ضمائرالشرفاء.
بعد إضعاف النظام الصدامي المجرم، تم إسقاطه فعلاً عام 2003 وبدء صفحة جديدة، لكن الأمريكان فوجئوا بشيعة أكثر صلابة وقوة وتم رفض الإحتلال الأمريكي للعراق جملةً وتفصيلاً، وتم تهيئة وتدريب عناصر إرهابية من تنظيم القاعدة الذي هو صنيعة الأمريكان؛ حيث تم إستخدام هذا تنظيم لضرب الإتحاد السوفيتي السابق، إبان الحرب الباردة.
هيأ الأمريكان تنظيمات جديدة، أسموها داعش أي "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، وتم فعلاً محاولة تشويه الرسالة الإسلامية، عبر تجنيد آلاف العناصر الإرهابية وغسل أدمغتهم، وإدخالهم إلى سوريا والعراق، عبر عملاءهم في المنطقة، وتمويل وإدارة المثلث الأمريكي الإرهابي المميز(السعودية- قطر- تركيا).
بعد الفتوى التي أطلقها المرجع السيد علي الحسيني السيستاني، بضرورة، مقاتلة التنظيمات الإرهابية، تم تشكيل أفواج الحشد الشعبي؛ وتم تحرير الكثير من المدن التي إحتلتها التنظيمات الإرهابية، وفعلاً فشل المثلث الأمريكي بإيقاف الثورة الحسينية.
مع بدء ساعة الصفر لتحرير مدينة تكريت من سيطرة داعش، يحاول الأمريكان فتح صفحة جديدة من العلاقات مع إيران وسوريا، لكن نرى إن التأريخ يعيد نفسه، وأمرت أمريكا بفتح جبهة جديدة في اليمن، وتشكيل تحالف جديد من العرب، لمقاتلة الشيعة الحوثيين في اليمن بعد إنتصاراتهم الكبيرة التي حققوها على تنظيمات القاعدة، ومن على شاكلتهم.
ونرى اليوم، إن (عاصفة الحسم) ماهي إلا فخاً نُصب لآل سعود وحلفاؤهم، من قبل الأمريكان، لإنهم فشلوا في إيقاف الثورة الحسينية، وستكون اليمن مقبرة لمرتزقة آل سعود ونهاية المملكة وإعلاناً لإنتصار الثورة الإسلامية، وفعلاً ستكون "عاصفة الحسم".
https://telegram.me/buratha