المقالات

هل نحن بحاجة إلى معارضة؟ / زيد شحاثة

1597 2015-04-01

زيد شحاثة
يندر أن نجد نظاما سياسيا, يخلوا من حزب أو تحالف أحزاب, تعمل كمعارضة للحكومة, تكون خارج التشكيلة الحكومية, أو التحالف الحزبي الحاكم.
يختلف دور تلك المعارضة بين بلد وأخر, فبعضها يهدف لإسقاط الحكومة, وأحزابها ورموزها, فلا يترك شاردة ولا واردة إلا وهاجمها, وأختلق سببا لانتقادها, فيما بعضها الأخر, يعمل مقوما لعمل الحكومة ومراقبا, فيدعم ما صح من عملها, وينتقد ويقدم بديلا, لما أنحرف عن الجادة من أفعالها.
فتوة التجربة العراقية, وحداثة عمرها الزمني, لا تتيح حقا أن تقيّم التجربة العراقية بشكل موضوعي ومحايد, لكن هذا لا يمنع من مناقشة لمحات فيها.
في الفترة الأولى من الوزارة العراقية, كثير من الأطراف التي تمثل المكون السني, بقيت خارج التشكيلة الحكومية, بسبب فتاوى تحريم صدرت حينها, ومقاربة وفهم خاطئين, بأن عدم مشاركتها سيوقف العملية السياسية, وكانت تلك المعارضة, مسلحة في جانب منها, وكادت أن تودي بالعراق وشعبة إلى الكارثة, فيما أشترك جزء صغير منها, ورغم أنه مشارك بالحكومة, إلا أنه تصرف كمعارضة!.
الوزارة الثانية, هي الوحيدة التي شهدت, وجود ما يمكن أن يطلق عليه مسمى المعارضة, بوجود حزب له ثقل سياسي وجماهيري,خارج تشكيلة الحكومة, تمثل بكتلة المواطن, التي عملت كمعارضة للحكومة, وأختلفت معها, في كثير من المواقف, وساندتها في بعضها, بل وحمتها من السقوط عدة مرات, في موقف سوقته الكتلة, كوسطية ومعارضة بناءة, وهي سياسة يصعب على الجمهور العادي فهمها أحيانا!.
الوزارة الحالية, شهدت مشاركة كل اللاعبين الكبار, وبمناصب مؤثرة, فلا يمكن لأي منهم, أن يقول أنه ليس جزءا من الحكومة..ربما يحق له أن ينأى بنفسه عن موقف حكومي بعينه, إن أختلف مع منهجه وسياساته, وله أن يعلن ذلك للجمهور, على أن لا يتبرأ من الحكومة ككل, ويعمل على تسقيطها.. فهذه إزدواجية.
هل هناك حاجة لمعارضة الآن؟ ومن سيقوم بهذا الدور بشكله الحقيقي ؟.
المستفيد الأول من عمل الحكومة هو الشعب, فهي خادمة له, تعمل على تحقيق تطلعاته ومتطلباته, أفلا يجب عليه أن يكون هو المراقب والمقوم؟..أي يعمل كمعارضة بناءة؟..بالتأكيد لن تنقصه الوسائل.
الحاجة لوجود معارضة حقيقية بناءة لا ينتهي أبدا.. لكن بصورتها الصحيحة.. ناقدة مقومة, مصححة وناصحة, الصوت والرأي الأخر ضرورة دائمة, لمراجعة وتقويم المسار..على أن لا يكون هادما تسقيطيا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك