زيد شحاثة
يندر أن نجد نظاما سياسيا, يخلوا من حزب أو تحالف أحزاب, تعمل كمعارضة للحكومة, تكون خارج التشكيلة الحكومية, أو التحالف الحزبي الحاكم.
يختلف دور تلك المعارضة بين بلد وأخر, فبعضها يهدف لإسقاط الحكومة, وأحزابها ورموزها, فلا يترك شاردة ولا واردة إلا وهاجمها, وأختلق سببا لانتقادها, فيما بعضها الأخر, يعمل مقوما لعمل الحكومة ومراقبا, فيدعم ما صح من عملها, وينتقد ويقدم بديلا, لما أنحرف عن الجادة من أفعالها.
فتوة التجربة العراقية, وحداثة عمرها الزمني, لا تتيح حقا أن تقيّم التجربة العراقية بشكل موضوعي ومحايد, لكن هذا لا يمنع من مناقشة لمحات فيها.
في الفترة الأولى من الوزارة العراقية, كثير من الأطراف التي تمثل المكون السني, بقيت خارج التشكيلة الحكومية, بسبب فتاوى تحريم صدرت حينها, ومقاربة وفهم خاطئين, بأن عدم مشاركتها سيوقف العملية السياسية, وكانت تلك المعارضة, مسلحة في جانب منها, وكادت أن تودي بالعراق وشعبة إلى الكارثة, فيما أشترك جزء صغير منها, ورغم أنه مشارك بالحكومة, إلا أنه تصرف كمعارضة!.
الوزارة الثانية, هي الوحيدة التي شهدت, وجود ما يمكن أن يطلق عليه مسمى المعارضة, بوجود حزب له ثقل سياسي وجماهيري,خارج تشكيلة الحكومة, تمثل بكتلة المواطن, التي عملت كمعارضة للحكومة, وأختلفت معها, في كثير من المواقف, وساندتها في بعضها, بل وحمتها من السقوط عدة مرات, في موقف سوقته الكتلة, كوسطية ومعارضة بناءة, وهي سياسة يصعب على الجمهور العادي فهمها أحيانا!.
الوزارة الحالية, شهدت مشاركة كل اللاعبين الكبار, وبمناصب مؤثرة, فلا يمكن لأي منهم, أن يقول أنه ليس جزءا من الحكومة..ربما يحق له أن ينأى بنفسه عن موقف حكومي بعينه, إن أختلف مع منهجه وسياساته, وله أن يعلن ذلك للجمهور, على أن لا يتبرأ من الحكومة ككل, ويعمل على تسقيطها.. فهذه إزدواجية.
هل هناك حاجة لمعارضة الآن؟ ومن سيقوم بهذا الدور بشكله الحقيقي ؟.
المستفيد الأول من عمل الحكومة هو الشعب, فهي خادمة له, تعمل على تحقيق تطلعاته ومتطلباته, أفلا يجب عليه أن يكون هو المراقب والمقوم؟..أي يعمل كمعارضة بناءة؟..بالتأكيد لن تنقصه الوسائل.
الحاجة لوجود معارضة حقيقية بناءة لا ينتهي أبدا.. لكن بصورتها الصحيحة.. ناقدة مقومة, مصححة وناصحة, الصوت والرأي الأخر ضرورة دائمة, لمراجعة وتقويم المسار..على أن لا يكون هادما تسقيطيا.
https://telegram.me/buratha