قاسم العجرش
إذ نقترب من حافات تحرير أرضنا، من الإحتلال البعثي الوهابي، نؤشر الى أن الممارسة السياسية، طيلة السنوات التي تلت سقوط نظام القهر الصدامي، قد أكتنفت على أسلوب أُقسرنا على قبوله، أقتضته المرحلة التجريبية، من ممارسة الحكم وأدارة الدولة.
أسلوب الصفقات السياسية؛ هو المعني بهذا التوصيف، ويتضمن هذا الأسلوب أيضا، السكوت وغض البصر، عن إرتكابات الشركاء السياسيين، وعن ممارساتهم الضارة بالشعب عموما، وبالشيعة كمكون أكبر خصوصا.
تعقيدات الساحة السياسية في المرحلة السابقة، أقتضت ذلك الأسلوب، لكنه ومع كل الأسف، تحول الى منهج شبه دائم في العمل السياسي، وترسخ يوما بعد يوم، وبات الخروج منه عصيا، بالرغم من مساوئه، والمشكلات التي تتناسل عنه.
نعرف كما يعرف شعبنا، ان الذين يرغبون بأستمرار هذا الأسلوب، وتحوله الى منهج دائم، إنما يرغبون به لأنه يحقق لهم مزايا ومنافع، ومكاسب يعجزون عن تحقيقها، بالطرق الديمقراطية الشرعية، لكنهم وفي معظم الأحوال، يأكلون بالماعون ويبصقون فيه، لأنهم بالحقيقة؛ شركاء ضحك بالعملية السياسية، وليسوا شركاء بكاء..!.
قبل اللحظة الراهنة؛ تم تحاشي الأسئلة الحرجة، حتى لا يتم إفساد العملية السياسية، أو إعطاء مبرر لبعض الساسة "للزعل"! لكن إلى متى؟!
الصفقات السياسية، لا يمكن أن تبنى دولة، وفي وطننا اليوم واقع معقد بتعقيد تكوينه، وعلى الأرض ثمة قوى سياسية، كانت قد قارعت النظام السابق، ولديها تصور شبه متكامل، عن الدولة التي يجب بناؤها، وهؤلاء لم يقارعوا ذلك النظام، من أجل الحرية أو الديمقراطية فقط، وإنما قاتلوه من أجل نموذج في الحكم.
في الجانب المقابل، وبدل تأمين البلد، والعودة إلى الحياة الطبيعية، وتضميد جراح الماضي، نشهد مناورات سياسية فجة، تقوم بها عديد من القوى السياسية بعلنية قبيحة، مرة يثيرون الغبار هنا، ومرة يختلقون زوبعة هناك، وثالثة يصطنعون عاصفة، بإتجاه معاكس للريح السائدة..
هكذا هي نشرة أخبار الطقس، لدى ساسة قائمة القوى السنية، بزعامة السيد اسامة النجيفي، وحليفتها قائمة الدكتور أياد علاوي، المصيبة أن كلا الرجلين بمناصب سيادية عليا، ولا أحد يجروء أن يقول لهم، أنكم قد آذيتم العراقيين كثيرا!
كلام قبل السلام: من المطلوب من الساسة، أن يمتلكون مساحة للمناورة السياسية، لكن هذه المساحة ينبغي أن تكون ضمن الإطار العام، وليس باللعب بإتجاهات خطرة!..
سلام...
https://telegram.me/buratha