المقالات

السيد محمد باقر الحكيم قربان الحرية

2106 18:58:31 2015-04-21

كان النظام السابق مستعدا لبذل اقصى الاثمان واعلاها من اجل الوصول الى القضاء على بعض معارضيه في الخارج وكان السيد محمد باقر الحكيم على راس هذه القائمة وكانت اجهزة النظام القمعية تعمل بشكل مستمر على اختراق جميع المؤسسات والتنظيمات التابعة للسيد الحكيم وارسال المعلومات الى الداخل من اجل القضاء على اتباعه في الداخل .

وقد جند النظام كثيرا من الاشخاص للقيام بهذه المهمة الخطيرة وقد وقعت في تلك السنوات العجاف الكثير من حالات الاختراق من قبل اشخاص اما لهم ارتباط بالعمل السياسي او مرتبطين بالحوزة العلمية .

وبرع النظام السابق في تجنيد رجال باعوا انفسهم للشيطان من اجل القيام بهذه المهمة حتى كان البعض من هؤلاء معتقلون في وقت سابق لاسباب سياسية تم تشخيص ضعف انفسهم امام البقاء فجندوهم من اجل اغراضهم الامنية الدنيئة . واهل الجنوب يتذكرون بعض الاشخاص الذين خرجوا من البلد بحجة قانونية ثم اختفت اخبارهم ثم عادوا من جديد دون ان يعلم احد السبب حتى عاد ابطال من المعارضة ليذكروا التفاصيل التي تحل ذلك اللغز المحير ...

وكان السيد الحكيم اكثر الناس تعرضا لمثل هذه المحاولات لان النظام السابق يعلم انه سيكون خصما للنظام في كل منازلة ولذلك ساومه على اقربائه الذين اعدموا منتصف الثمانينات حتى يعود الى رشده وموقف السيد كان رساليا وتاريخيا .

وعندما عاد السيد الى العراق لم يكن متوقعا ذلك لترحيب الكبير الذي حظي به خصوصا بعد تلك المعارك التي جرت على اطراف البصرة وكان الاستقبال كبيرا جدا حتى ان السيد لم يملك مشاعره عندما راى هذا الاستقبال الغريب والذي وصل الامر ان الناس خرجت الى الحدود العراقية الايرانية وجاءت مع السيد الى مقر سكناه .

وما كان متوقعا ان تكون نهاية حياة هذا الرجل صاحب التاريخ العظيم بهذه الطريقة الجديدة على الشعب العراقي من جهة حجم الحادث وما استخدم فيه من مادة للتفجير كما ان الفترة التي قضاها في العراق كانت قد بددت الكثير من المخاوف التي كانت تشغل بال عدد من الشعب العراقي بسبب الاعلام الموجه ضده وضد نشاطه في الخارج وكانت هذه المدة كافية ليحظى السيد بمكانة كبيرة جدا في قلوب الشعب العراقي .

واظن شخصيا ان الشعب العراقي قد فرط بهذه الشخصية المتوازنة والتي ابهرت الجميع خلال فترة وجيزة جدا وكان فقدانه قربانا دفعه الشعب العراقي من اجل الحرية الا ان ليس كل قربان يمكن تداركه واظن ان شخصية كشخصية السيد محمد باقر الحكيم لن يكون لها بديل على مستوى القرن القادم على اقل تقدير وهذا يعني ان القربان كان كبيرا والمهم ان يفهم الشعب العراقي ان حريته كانت باهضة الثمن وعليه ان يستعيد توازنه وحقوقه التي كان ينادي بها السيد الحكيم دائما وقد دفع حياته ثمنا لتلك المطالبات فكان قربانا مقدسا وعلينا ان نحافظ على تلك القداسة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك