أعلنت السعودية يوم امس وقف عدوانها العسكري على اليمن بعد أن اكملها اسبوعه الرابع على التوالي. وادعت بأنها حققت الأهداف المرجوة منه الا وهي تدمير الترسانة العسكرية لحركة أنصار الله "الحوثيين" ودرء خطرهم عن السعودية وعن المنطقة.
إدعاءات لاتبدو مقنعة لكثير من المراقبين, ولا تعدو كونها مبررات لرضوخها الى الضغوط الدولية والإقليمية وخاصة الإيرانية بعد ان تمادت في عدوانها الذي أهلك الحرث والنسل في واحدة من أشد دول العالم فقرا.
فالحرب التي بدأها مايسمى بالتحالف العربي الإسلامي, والعروبة والإسلام منهم براء, انطلقت تحت شعار استعادة الشرعية للرئيس المنتهية ولايته والمستقيل والهارب بزي النساء هادي منصور, عبر القضاء على حركة انصار الله اوتحجيمها.
الا ان السعودية منيت بفشل ذريع في تحقيق تلك الأهداف, فمنصور اصبح اليوم منبوذا من قبل غالبية اليمنيين بعد ان أيدّ الحرب ضد بلاده ولامكان له اليوم في اليمن سوى في قفص الإتهام ليحاكم بتهمة الخيانة العظمى. واما حركة انصار الله فتمددت في مختلف أرجاء اليمن بعد ان كانت تسيطر على مدن معدودة قبل بدء العدوان.
الشعب اليمني بدا متوحدا ضد العدوان إلا أولئك الذين باعوا ضمائرهم للمال السعودي من ارهابيين ومن خونة. وكشف هذا العدوان هشاشة السعودية وضعفها وبان المال لايستطيع شراء المواقف دوما. فقد فشلت السعودية في شراء الموقف الباكستاني او التركي بل وحتى المصري اذ رفضت تلك الدول أن تلوث أيديها بدماء اليمنيين تلبية لرغبات سعودية طائشة.
العنتريات السعودية الفارغة تكسرت أمام صمود اليمنيين وقوة ارادتهم, فقد كان الإعلام المرتزق يروج بان المحطة الثانية ستكون دمشق وبعدها طهران وهم الذين فشلوا في دخول مدينة صعدة! وكشف العدوان النفوذ الإقليمي المتنامي لإيران وبانها أعظم قوة اقليمية قادرة على ردع آل سعود.
فايران أعلنت صباح يوم امس أن العدوان سيتوقف بعد بضع ساعات, لتعقبه تصريحات امريكية تفضل الحل السلمي للأزمة , ثم ياتي الرضوخ السعودي مساءا.
فشل وخسران على كافة الصعد وإن كان من نجاح حققته السعودية في اليمن فهو قتلها لآلاف النساء والأطفال وتدميرها للبنى التحتية ولإسلحة الدمار الشامل في اليمن ألا وهي الخناجر النووية اليمنية!
https://telegram.me/buratha