المقالات

دللوًل يالوطن يأبني

1738 01:48:05 2015-04-28

'بلادي وإن جارت علي عزيزة وقومي وإن جارو علي كرام'
الوطن في مفهوم اللغة، مكان أقامة الإنسان ومقر ولادته، واليه انتماءه، والموطن اسم مكان من 'وطن' هو كل مكان أقامة به الإنسان لفترة محدد وللأمرا ما.

تعتبر الأم هي الوطن الرئيسي للإنسان، لأنه شرب الحليب من ثدييها، وغمضت عيناه في حجرها الدافئ الحنون، و هناك ارتباط روحي ووجداني، بين الأم وجنينها، عندما كان في عالم الذر، فيولد الإنسان متعلقا بأمه، ومهما طال وكبر فان ينادى باسم أمه ابن 'فلانة' يوم ينادي المنادي، الوطن عينه كالأم في واقعية المواطن.

للام نشيد تنشده لوليدها، التي سبق وان توارثته عبر الأجيال، 'دللول يالولد يبني دللول' وضل هذا النشيد راسخ في أحشاء الإنسان، وهذا يعيد الارتباط الروحي بين المولود وحجر أمه، الذي يعتبر الوطن الأصلي للوليد، ومهما قست الأم على وليدها، فان حنانها لا يقل تجاهه.

يعد النشيد الوطني، أحد أهم الرموز الوطنية للدولة، و يقوم بدور كبير في شحذ الهمم، و الروح المعنوية لأفراد الشعب، و جمعهم على هدف واحد، حيث يعبر عن أيديولوجية الدولة و توجهها.

النشيد الوطني العراقي، الذي يثير الاستغراب في طليعته 'موطني .. موطني' فالعراق وطني لا موطني، وهنا فرق بين الاثنين، فالأول أمي، ومولود على أرضه وشربت من مائه، كأنه حليب أمي حيث اغفوا على نسيم دجلته وفراته، والثاني هو أرض المهجر.

أن ما قاله ابراهيم طوقان في قصيدته لعله، هنا لم يبالي للوطن الأم، وكتب حول موطنه الذي يقيم به، وليس على وطنه المحتل.

إن تعاقب الحكومات والطواغيت، على حكم العراق، وكثرة الحروب بالنيابة، التي خاضها حكام العراق، بيد أن الأطماع الخارجية، استطاعت صنع فجوة داخل الروح الوطنية، التي أقدم على اضمحلالها في نفوس بعض أبناء الوطن، بعد زج البلاد بحروب، وإشاعة التفرقة بين فئات الشعب الواحد، حتى انتهت بانتهاء الكهرباء الوطنية، الذي أفقدت وطنيتها هي الأخرى!

تجاهل الساسة، وبعض أصحاب المناصب التنفيذية للوطن، و معانات أهله، مما يولد أسئلة وشكوك حول تصرفاتهم، الخالية من حبهم للعراق، فهل يشعرون بولائهم لمواطنهم الذي اسكنوها أيام الطاغية في المهجر؟ وتناسوا الوطن الأصلي، مكان ولادتهم، وولادة أمهاتهم وإبائهم، وأنكروا حنينهم ووفائهم لبلدهم، وعليهم أن يقتدوا بعشق الطيور لأعشاشها.

لو كان العراق جهنم، لدعوت الله أن أدخلها، و أن أكتوي بنارها، هنا أسأل نفسي دائماً: لماذا أحب العراق إلى حد العشق؟ هل لأنني وُلدت وعشت فيه؟ ومضغت من طينه وشربت عذب مائه؟ هذا لا يكفى، أخيرا أيقنتً أن حب الوطن، هو مزيج مع الدم الذي يسري في عروقي، لا يمكن انتزاعه او تغييره.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك