المقالات

عليكم بالجمل.. فستفنى الناس إن بقي قائما

1614 21:54:43 2015-05-20

في كثير من الصراعات والنزاعات, يأخذ أشخاص أو أماكن أو أشياء, مكانة معنوية لدى احد طرفي النزاع أو كليهما, فيصبح رمزا للمقاومة أو الصمود, أو لقوة هذا الطرف وقدرته.

معقدة هي المعركة بين العراق والإرهاب, فهؤلاء يعملون كعصابات تكر وتفر, وتنشر الرعب بأفعالها الوحشية, والمبالغة والتهويل الإعلامي المدعوم أقليميا, بل ودوليا حتى.. يقابله جيش يعمل بطريقة تقليدية, فبقي يلهث خلف تلك العصابات. 

تدخل الحشد الشعبي بعد فتوى المرجعية المباركة, ولأنه امتلك القدرة والمرونة, والإيمان بالقضية, وتمكنه من مجاراة تلك العصابات, والقتال بنفس الأسلوب.. أحدث تغيرا في موازين المعركة.

حاولت عصابات داعش وقبلها تنظيم القاعدة, أن تعطي لمدينة الفلوجة بعدا رمزيا, باعتبارها مقر التنظيم وحاضنته الأهم.. وكلنا يذكر أن بداية بروز أسم المدينة, كان حادثة قتل أربعة من المقاولين الأمريكان, والتمثيل بجثثهم بطريقة وحشية عام 2005, لتظهرها الأخبار والتقارير الصحفية لاحقا, على أنها مدينة المساجد, ومعقل الإسلام " السني المقاوم".. وهذا غير واقعي.

الحقيقة أن المدينة برزت فيها التيارات الإسلامية, أواخر سنوات حكم البعث, عندما عمد النظام إلى المبالغة في بناء المساجد وفي كل مكان, ونشر الطرق والمذاهب الغريبة التي تدعي الإنتماء إلى الإسلام, لرغبته في إعطاء صراعه مع الدول الكبرى حينها بعدا دينيا جهاديا, وتحت إشراف نائبه المقبور, فيما عرف بالحملة الإيمانية, فظهر أتباع للمذهب الوهابي المنحرف, وبعض طرق الصوفية والسلفية وغيرهم.

خلال كل المواجهات بين من يدعي " المقاومة" والتنظيمات المتطرفة من جهة, وبين الدولة العراقية من جهة أخرى, كان هناك دوما دور ما لمدينة الفلوجة.. وعند أيجاد حلول ترقيعية لتلك المواجهات والأزمات خلال الحكومات السابقة, كان يعطى وضع خاص لها, دون حل حقيقي.. لتبقى تلك المدينة, بؤرة لإثارة المشاكل, وتظل خارج حكم الدولة وقانونها من الناحية الواقعية.

في معركة الجمل التي خاضها أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب, عليه وعلى أله افضل الصلوات, وعندما حارب الناكثين والخارجين على الخلافة, ولأنه رجل خبير بأمور الحرب وقائد حقيقي من الطراز الأول, قال لأصحابه في تلك المعركة, ما مضمونه " عليكم بالجمل, فستفنى الناس إن بقي واقفا".

الأن وجزء مهم من أرض العراق, تحت سيطرة داعش ومن يماثلهم من التنظيمات المتطرفة, لازالت تلك المدينة تعتبر معقلا لهم ومكانا يحتفلون فيه بإنتصاراتهم, ويقتلون معارضيهم, ويعتبرونها حاضنتهم الأوثق. يجب أن تجد الدولة حلا لها, يجعلها تعود لحضن الدولة, وتحت حكمها وحكم القانون.. وإلا ستفنى الناس.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيد مغير
2015-05-21
في زمن المجرم بطيحان التكريتي الارعن ، قرر باعفاء من الضرايب كل من يبني جامع ، ومن المعروف ان كثير من الفلوجيين هم مقاولون وارباب سيارات حمل ، فقد قاموا ببناء مساجدهم الملعونة التي كانت مركز صناعة الفتن والمفخخات ، يا ترى كم عدد سكان الفلوجة ليبنوا فيها هذا العدد من المساجد ؟ هل كان المصلين قبلها يصلون في الشوارع ؟ لعنة الله على صدام الارعن الذي هو سبب البلاء والخراب والدمار
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك