المقالات

حذّروا قوْمَهم من عدوٍ قادم من الشرق فأتاهم من الغرب !

1722 19:55:23 2015-05-23

عندما يهيمن الحقد الطائفي الأعمى على خطاب بعض رجال الدين والسياسة الذين تبنّوا موقفاً معارضاً للعملية السياسية وتصدّوا للمشهد الشعبي العام بإطاره المعارض والمطالب ... وتحت يافطة الدفاع عن حقوق أبناء محافظاتهم وحمايتهم من الخطر الشيعي الصفوي...لاشك أن هذا الخطاب المشحون بالحنق الطائفي سيقودهم حتما الى مالاتُحمد عقباه ...لأنه بُني على سوابق ذهنية سيئة حالت بينهم وبين النظر الى الأمور بعين العقل والوجدان ... فأعمى قلوبهم وابصارهم ...حتى باتوا يروْن الأشياء مقلوبةً ...وهذا الذي جرى مع الذين تبنّوا الخطاب الطائفي المقيت منذ سقوط النظام السابق عام 2003 والى يومنا هذا...رسموا خارطةً طائفية في خيالهم المريض وأوهموا بها الكثير من أتباعهم ...حتى عبئوا نفوسهم وعقولهم بالحقد الطائفي غير المبرر وصوّروا لهم شركائهم في الوطن الشيعة بأبشع الصور وأنهم هم العدو ...

اكثر من عشر سنوات وهم يحذّرون أهلهم في الرمادي من العدو الصفوي القادم من الشرق...وحاولوا بكل الوسائل تظليل أبناء السنة وتخريب عقولهم... وقيادتهم لتطبيع العلاقات مع الدواعش (السنّه) حتى صار يقينا لدى الكثير من أبناء السنّة أن عدوهم الحقيقي قادم من الشرق وليس من الغرب! بهذا المنطق وبهذا النفس المذهبي تعامل طه الدليمي وطه اللهيبي ومن هم على شاكلتهما مع الموقف الخطير الذي يمر بالعراقيين ...قدموا خدمة كبيرة للدواعش بعد ضخ الروايات الكاذبة والمفتعلة لتأجيج الفتنة الطائفية والفرقة بين أبناء الشعب الواحد ...صوروا أبناء العراق الشيعة كفّارا وأعداءً ! والدواعش جنودا اوفياء مخلصين لأبناء محافظتهم وعشائرهم ! وبهذه المفاهيم وبهذه العقلية المريضة المعطوبة تلاعبوا بمشاعر قومهم الذين ظنّوا بهم خيرا وكانوا يعدونهم من الأخيار ...وقد نجحوا الي حد ما بتمرير أجندتهم المدمّرة ...فخلقوا حالة كبيرة من التردد والقلق لدى الكثير من العشائر حتي قرّر بعضهم عدم محاربة تنظيم داعش ...بل ذهب بعضهم الى ابعد من ذلك عندما إلتحق أبناءهم في صفوف التنظيم الإرهابي ...وقد مهّد هذا الفعل الإجرامي الخبيث لداعش التحرّك بسهولة والتغلغل والسيطرة على أجزاء كبيرة من محافظة الرمادي ساعدهم أيضا ضَعف المنظومة الأمنية والعسكرية للدولة... اليوم وبعد سقوط مركز محافظة الأنبار بيد داعش ...

قد تكشف لأهل الأنبار الذين عانوا الأمرين زيّف ودجل ونفاق الذين أعتبروا داعش جماعة سنية جاءت للدفاع عن سنّة العراق وحمايتهم من عدوهم الشيعة الصفوية ! ولقد أثبتت لهم داعش أيضا وبالدليل الملموس كذب ونفاق طه الدليمي واللهيبي وشيوخ الفتنة وسياسي الصدفة وأنّها هي العدو الحقيقي لهم ...وأن الشيعة ليس أعداءً لهم بل شركاءهم في المحنة والمعاناة... ترى هل أدرك أهل الأنبار بعد هذه النكبة من هو عدوهم الحقيقي ومن يريد بهم سوءً ؟ وهل يثقوا مرّة أخرى بالطائفيين ؟ أتمنى أن مأساة النزوح وترك الديار تبدد مخاوفهم من الشيعة أولا... وأن يعيدوا حساباتهم مع الذين زرعوا في نفوسهم الوهم والإعتقاد الخاطيء ثانياً...دعائي لهم ولجميع النازحين والمهجرين أن لاتطول معاناتهم ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك