خلافا ً لنوايا الفاسدين والمتآمرين والمتورطين باللعبة ، فأن العراق ليس حقيبة سفر مملوءة بالأموال ، يحملها من يشاء نحو منافي شراهته ، ولا صفقة يتلاعب بها عشاق الدومينو الجيوسياسية والجيو طائفية ، فقد سقطت ورقة التوت وافتضح السر ، بعد ان سقط المقدس الوهمي وانكشفت حقائق الخديعة لدى غالبية العراقيين .
لن يكون مانحن فيه بداية للعراق الأخير ، والذين يرسموا خطوط فصل أوتقسيم ، كما تقتضي أوامر الصدفة اللعينة،حيث يقع الوطن فريسة للتخلف الديني والفوضى ونهب العصابات وخداع الساسة وعاهاتم الشخصية ، فأن ثمن ذلك حرائق مفتوحة على المستقبل لامستقبل لأحد فيه ، موت سوف يطوي الجميع .
العراق الذي نعيشه لن يكون الأخير ، كما يشتهي المجرمون لقطاء الغرف السرية ومطابخ الليل في دهاليز المخابرات العربية والدولية ، والمسعى الشيطاني لإنبات دولة إسلامية سافلة " داعش " ، لتقويض دولتين هما ضمير الشرق وشرفه(العراق وسوريا) ، تلك مغامرة تأخذ معها الدول القرقوزية والكارتونية العربية والإسلامية في بحر الدم والموت والتلاشي النهائي .
أبناء العراق يدفعون الأرواح والدماء أنهارا متواصلة ، منذ أثنى عشر عاما ، في عصيان معلن ضد التقسيم الروحي والنفسي ،وأسافين القطع الطائفي والعنصري، الذي اشتغل عليه المجرمون ممن اشاعوا ثقافة الدم ، ووجدوا في تدمير العراق وإفساده وسلب ثرواته وطاقاته ، تنفيسا ً لعقدهم وحضورهم الخاطئ ودورهم الكارثي على مسرح الوطن المحتل ببساطيل امريكية وخرافات تاريخية .
اليوم حيث تشتد الحرب ضد "داعش" والتقسيم والفساد ، ويكون الشعب الجريح والقوى السياسية والوطنية الخيرة في الجانب الوطني ، ضد حلف الشر والفساد ، نقولها صراحة لأصحاب القرار السياسي من الحاكمين بالأغلبية ، واقصد السياسيين الشيعة ؛ إذا أردنا عراقا ً واحدا ً يفشل فكرة العراق الأخير ، فأن العمل المطلوب هو البدء بإصلاح سياسي فاعل حقيقي ، ليس خدعة وتصريحات كاذبة ، كما كان يحصل في العشر العجاف السابقة .
إذا لم يحدث إصلاح سياسي إجرائي وعملي منظم ومنسق ، فلا فائدة من هدر الدماء في معارك مفتوحة ضد " داعش " والقاعدة وغيرهما من المسميات ، سيما وان وجودها لم يكن صدفة ، إنما هي وليدة أخطاء وإهمال وقصدية سياسية أرتكبتها حكومات الفساد السابقة ، ماجعل البيئة خصبة لتنفيذ مشروع التقسيم وإرسائه في سلوك طائفي يتخذ من التطرف والهتك واستباحة المحرمات قواعد إضافية له .
الآن تبين الخيط البيض من الخيط الأسود من الفجر ، فأما وطن موحد يستدعي إصلاح سياسي واعتذار أخلاقي بروح اخوية واحساس تشارك في الحياة والمصير والحقوق والواجبات ، وتوحيد الصف في مكاشفة صريحة ومعالجات عميقة ، ويعلم كل قوم مشربهم .
أو الذهاب الى عقد الإذعان والضعف في قبول سلمي للتقسيم، تجزئة الدولة وإضاعتها في أهواء العبث السياسي والطائفي ، وتمرير خدعة الدول الكبرى ...!؟
نزيف الأرواح والدماء والضياع واليتم وإنهيار المجتمع ، يدفع ثمنه الفقير والأعزل والمخدوع بالطائفة والشعارات، ويقبض أرباحه السياسيون وخداعهم تحت يافطات المذاهب ، هذه اللعبة يستمرءها النصابون المتاجرون بالبشر والأوطان ويحاولوا إطالة أمدها بهدف وفرة الأرباح وتفريغ غلو حقدهم على عراق الكون والوجود ..!؟
آه ياجرحي المكابر ، وطني ليس حقيبة ، وأنا لست مسافر ...! محمود درويش .
https://telegram.me/buratha