المقالات

بحاجة إلى ثورة قضائية لمحاكمة المفسدين

1399 2015-08-14

بعد أن طغى الفساد على كل شيئ ،بما كسبت أيدي المسؤولين ،نفذ صبر الشعب فقد تحمل، عقدا من الفساد والحرمان، وهو يرى السراق يعيشون، في بحبوحة من الأمن، فلا من قضاء يحاسب، أو برلمان يراقب، أو رئيس وزراء يضرب من حديد ويعاقب.

إن مشكلة القضاء العراقي مزمنة ومتراكمة، بعد أن كفل الدستور إستقلاليته، كما في الأنظمة الديمقراطية؛ لكنه بقي ملتصقا بالسلطة ومتأثرا بنفوذها، ويتكأ على القوانين والشخوص، التي وضعها (بريمر) وبقيت مقدسة دون مساس أو تغيير إلى اليوم.

لا يوجد في الدستور شيئ، إسمه مجلس القضاء الأعلى، ولم يبين من يرأسه ومن هم أعضائه، وترك ذلك إلى القانون، كذلك المحكمة الإتحادية العليا، أضحت ملغية بموجب الدستور، الذي ألغى قانون إدارة الدولة، التي تستند عليه تلك المحكمة، وهي بحاجة إلى قانون ينظم عملها، رغم أن قانونها جاهزا، لكنه بقي معطلا في مجلس النواب، ولدورات سابقة من بعض الجهات، السياسية الحاكمة والمتنفذة، المستفيدة من الفوضى القضائية وإنحايازها.

كثيرة هي الشواهد على إنحياز القضاء، للسلطة التنفيذية المتمثلة برئيس الوزراء السابق، خصوصا في المواسم الإنتخابية، حيث كان القضاء، طرفا مؤثرا في التصفيات السياسية، منها ماجرى مع بعض النواب، الذين إنتقدوا سياسة رئيس الوزراء السابق، وحمايته للمفسدين وتهريب بعضهم، كوزير التجارة فلاح السوداني، فابعد النائب المستقل صباح الساعدي، ولفقوا له تهما كيديبة، وجواد الشهيلي ومها الدوري، ورئيس البرلمان الحالي، أبتز بملفات قضائية، للقبول بالولاية الثالثة للمالكي، ومسرحية مشعان الجبوري وغيرها، كذلك تفسيرات المحكمة الإتحادية، المنسجمة مع الحكومة والمثيرة للجدل.

لم نر القضاء أو الإدعاء العام، حاكم حوتا كبيرا فاسدا، وألقى به في السجن، بل كان العكس، إذ يأتي الفاسدون المتهمون فيدخلوا مع حماياتهم، إلى المحاكم، فيشربوا الشاي، ثم يأخذوا صك برائتهم المزيف! إن الإصلاح الكبير والمفاجئ، في السلطة التنفيذية والتشريعية، وإقرارها من قبل البرلمان سيبقى ناقصا، إن لم يتبعه إصلاح في السلطة التشريعية؛ ولكن من يملك سلطة إصلاح القضاء؟

نحن لا ننتظر من الفاسدين إصلاح أنفسهم، فهو محال وإنما التعويل، على ضغط الشعب وتوجيهات المرجعية، في هذا الجانب المهم، حينئذ سيكون التغيير وإلاصلاح شاملا وممكنا.

إن القضاء الذي حاكم، طاغية العصر (صدام) محاكمة عادلة، لقادر على محاكمة من هم دونه، من الذين عبثوا بأموال العراق، وتسببوا بقتل آلآف العراقيين، وتهجير الملايين وضياع ثلث العراق إن صلحت بعض الأمور(وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك