المقالات

العراق اولاً

1454 17:08:00 2007-09-18

( بقلم: عبد الرزاق السلطاني عضو اتحاد الصحفيين العرب )

من غير المنصف ان تبقى الساحة السياسية العراقية مفتوحة لسجالات لا طائل منها تموج بها الاحداث من خلال توظيفها للتدخل في الشأن الوطني، والتخلي عن المناهج اللاخلاقية، ولتأكيد هذه التداعيات هو ما يجري في العراق افرازا لما قبل 4/9 عندما كان العراق مقسما بالفعل طائفيا وعرقيا لا سيما اذا استذكرنا المسارات الدولية العظمى التي لم تصغ للقوى الوطنية، حينما ازيل الكابوس الصدامي عن 14محافظة عراقية ولم تساعدهم في تبني استراتيجية تتجاوز التضليل والتهويل والصراخ الذي يعتقد بتبني جانب دون آخر، وقد اعترف كبار الساسة الامريكان بالخطأ الفادح الذي دفع باتجاه بناء امارة طالبان لتفكيك المعكسر الشرقي وبالتالي تحولت القاعدة الى اخطبوط من الصعب مجابهتها، واليوم ربما تعاد التجربة ذاتها من خلال التسليح العشوائي لقوى ليس لها تاريخ جهادي معروف وما يشكل ذلك من خطر كبير وتحد اكبر، اذ ليس بمقدور أية حكومة مستقبلية من السيطرة على تلك المجاميع في حال انفلاتها وخروجها عن حدود السيطرة الحكومية، ففي ظل هذه الظروف يحتاج السياسي العراقي الى استراتيجية مزدوجة، فمن جهة يتعين عليه ان يحافظ على التوازن الوطني واحترام الشرعية والقبول بمعطيات التغيير بالتخلي عن عقلية الاقتصاد والتهميش والتفكير بالماضي الصدامي السلطوي، ومن جهة أخرى عليه ان يتحاور مع الآخرين لتنضيج وصناعة المواقف الوطنية التي تحول دون استمرار الوضع المأساوي العنفي والخدمي، وبهذا الوعي تستطيع النخب السياسية ان تقوم بدورها المحوري لتقديم ملمحا اساسيا في الحياة، وبما أن العنف مندمج بالحياة لدى البعض يجب ان نخلصه من اللامعقول ليكون الحليف الطبيعي للدفاع عن الانسان في مواجهة ذاته وضد عنفه الذاتي.

إن انسب السبل للتعامل مع الوضع الحالي، بما يكفل عودة الامن والاستقرار للعراق هو بتعزيز الثقة والشراكة واشعار الجميع ان لهم دورا حقيقيا في مواقع الدولة المختلفة التي لم تكن يوما حكرا على مكون دون آخر، فضلا عن الانتعاش الاقتصادي المتوازن والاستقرار الامني وهي الآفاق الحقيقية التي تمثل الانعطافة الكبيرة للخروج من الازمات القائمة، فلا يحق لاحد أن ينصب نفسه فوق القانون وفوق هيبة الدولة، فهي وحدها من يوفر الامن والخدمات لابنائها، وكل ذلك بحاجة الى ترجمة حقيقية على ارض الواقع وان يصار الى تطبيقاتها لتحديد من يتبنى التصعيد والترهيب فمن لا يرقى الى المسؤولية الشرعية والوطنية يجب أن يعزل، ومن المؤكد أن العراقيين يفقدون العشرات بفعل ذلك العمى والاحقاد التي لا طائل منها، اذ تقع على الحكومة مسؤولية ادامة السلام والاستقرار باستراتيجية عراقية لتحويل بوصلتها باتجاه البناء والاعمار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك