المقالات

إصلاح أم تهديم؟ العراق إلى أين؟!

1824 02:54:26 2015-09-07

تظاهرات مستمرة, شهدتها أغلب محافظات العراق, تظاهرات بدأت بالمطالبة بالخدمات, وأستمرت للمطالبة بحل مؤسسات الدولة.
الجانب الخدمي مطلب مهم, فالعراق يشكو ومنذ التغيير, من عدم تقدمه في هذا المجال, والحكومات المتعاقبة, مع ما صرفت من ميزانيات إنفجارية, لم تقدم شيئا ملموسا على أرض الواقع.

هذه الدافع أو المحرك, دفع العراقيين للنزول إلى الشارع, للمطالبة بتقديم الخدمات, ثم وبعد مطالبات المرجعية, تحولت التظاهرات للمطالبة بمكافحة الفساد المستشري في الدولة, وهو مطلب مهم جدا, فأساس إنعدام الخدمات, هو الفساد, الذي جعل من المشاريع, والعقود, والمناقصات, مغنما للمتنفذين.

كل هذا الكلام جيد, ولا يلام أي عراقي, يخرج للمطالبة بالإصلاح, أو توفير الخدمات, لكن يبدو أن التظاهرات بدأت تنحى منحً آخر, وصارت الشعارات تضرب بصميم كيان الدولة, المتمزق أصلا بفعل العمليات العسكرية, وقلة المورد الإقتصادي, بسبب إنخفاض أسعار النفط.

المطالب الجديدة, التي بدأت تتصدر مشهد التظاهرات, نادت بإسقاط البرلمان, وحل الحكومة, والمجالس المحلية, وإعلان حالة طوارئ في البلاد.
هذه المطالب, أخذت تطبل لها قنوات, ومؤسسات إعلامية, و تدعمها دول إقليمية, عُرفت بعدائها للتغيير الجديد في العراق.

المطالب الجديدة, والمبهمة المصدر, حتى ولو كانت حقيقية, فهي تحتاج إلى آليات تشريعية, ومعالجات دستورية, لكي يتم العمل بها, فمثلا حل البرلمان, وإعلان حالة الطوارئ, تحتاج لتصويت البرلمان نفسه, وتستمر الحالة لمدة شهر واحد, قابلة للتجديد.
الإستغراب من هذه المطالب, يأتي من تزامنها مع ما يمر به البلد, من تهديد أمني خطير, والمتمثل بوجود عصابات داعش الإرهابية, هذه العصابات التي لم يتصدى لها, إلا فصائل الحشد الشعبي, المستجيبة لفتوى المرجعية, بالجهاد الكفائي.

إن من يطلب هذه المطالب –حل البرلمان والحكومة- حتما أما لم يقرأ الواقع العراقي جيدا! أو أنه مدفوع بأجندات معادية للبلد, لأن أي إنهاء لمظاهر الدولة, يعني التأثير على معادلة المعركة, والتأثير على إدامة زخم تلك المعارك, وتثبيط معنويات المقاتلين, الأمر الذي يعطي داعش ومن يدعمها, زخما معنويا تستطيع من خلاله التقدم, لمساحات واسعة في العراق.

ثم أمر مهم؛ وهو إن العراق قد غادر سلطة القائد الرمز, والشخص الواحد, وما إعلان حالة الطوارئ, في هذا الوقت بالذات, إلا مطالبة صريحة بعودة صورة الدكتاتورية, عاجلاً أم آجلا!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك