المقالات

سليم الجبوري بين قطر وإيران والخيانة العظمى

1661 01:00:32 2015-09-13

شاعت في الآونة الأخيرة، ظاهرة المزايدات السياسية، والتسقيط الإعلامي، وخلط الحابل بالنابل، وإنسياق العقل الجمعي، مع بعض الدعوات المريبة، التي تلامس المشاعر الطائفية لهؤلاء المنساقين، حتى أصبح المواطن البسيط، لا يكاد يميز بين الخيط الأبيض من الأسود. 

بعض من متطرفي الشيعة، يحرمون ويجرمون زيارة الدول الخليجية ومنها قطر، فأنبرى بعض هؤلاء، ممن ينتمون إلى (إئتلاف المالكي) إلى جمع مائة توقيع؛ لإقالة رئيس البرلمان على أثر تلك الزيارة، بتهمة الخيانة العظمى، ومن المفارقات! أن بعضا من متطرفي السنة، ممن ينتمون إلى (إتحاد القوى) الذين يحرمون ويجرمون، الزيارة إلى إيران ينوون محاسبة، رئيس البرلمان بنفس تهمة، أقرانهم الشيعة الخيانة العظمى.

بموضوعية وبعيدا عن التطرف، إن زيارة رئيس البرلمان إلى قطر، جاءت بعد إطلاع الرئاسات الثلاث، وإقتناع الحكومة العراقية، بجدوى تلك الزيارة، فبعث رئيس الوزراء ممثل المصالحة الوطنية، ليرافق السيد الجبوري، وإنظمام السفير العراقي في قطر، إلى الوفد العراقي، بعد تنسيق وإجتماعات، لبعض قيادات حزب الدعوة، أمثال عبد الحليم الزهيري وطارق نجم، مع بعض الشخصيات السنية المعارضة؛ لكن المشكلة الوحيدة، هي في تزامن تلك الزيارة، مع عقد مؤتمر سني، فيه بعض المتورطين بدماء العراقيين، رغم عدم حضور الجبوري إليه.

لا جريمة ولا خيانة في زيارة أي مسؤول كان، حكومي أو حزبي إلى أي دولة عدا إسرائيل، ضمن السياق الطبيعي والمتعارف عليه، أما نوايا القلوب فلا يعلمها إلا الخالق، ولا يمكن أن نرتب أثرا عليها، مالم تسند بدليل، إن إعتراف الدول الخليجية، بالحكومة العراقية والعملية السياسية، وفتح سفارات وتعيين سفراء، كما فعلت قطر والسعودية، بعد إثني عشر عاما من المقاطعة، لهو تطور إيجابي، يصب في مصلحة العراق، مع ما لدينا من ملا حظات، عن التدخل السلبي تلك الدول، في الشأن العراقي.

لقد أصبحت قناعة، لدى دول الخليج المتدخلة، في الشأن العراقي، أنه لا مناص من دخول السنة، أجمعهم في العملية السياسية، وضرورة توحيدهم، بعد فشل الخيارات الأخرى التي جربت، وهذا الأمر يصب في المصلحة العراقية، فكيف نتفق على هكذا مشروع، إن لم نتحاور ونجتمع، بالأطراف المؤثرة فيه عربيا أو عراقيا، بإستثناء من يتبنى الفكر الداعشي، والملطخة أياديهم بالدم العراقي.

إن نظرية مقاطعة الدول المجاورة، المؤثرة في العراق، لن تخدمنا بل ستضرنا، ولسنا كالجمهورية الإسلامية، التي قاطعها العالم وتآمر عليها، وأصبحت شبه معزولة؛ لكنها خرجت منتصرة، في كل النواحي، وتفاوضت حتى مع الشيطان الأكبر؛ للمصلحة الإيرانية، وأذعن الإستكبار العالمي، للإرادة الإيرانية، ووقع الإتفاق النووي. 
علينا أن نتعامل، مع الأمور بواقعية ومصلحية، وأن نعرف نقاط قوتنا وضعفنا، وما ينفعنا وما يضرنا، أما النعيق مع الناعقين، سيغرقنا في بحر متلاطم الأمواج، هو بحر السياسة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك