المقالات

العراق بين أمريكا والقاعدة وعملائها في المنطقة

1408 00:19:00 2007-09-22

( بقلم : سامي جواد كاظم )

تنظيم القاعدة تنظيم امريكي هذا امر لا يحتاج الى تنقيب عن دليل او عناء فان الادارة الامريكية هي التي تعترف بذلك قبل ان توجه لها التهمة ، ولكن هل هنالك من هم عملاء لامريكا او صنيعتهم ينشقون عن عصا الطاعة ؟! نعم حصل ذلك وهذا بين امرين اما ليقظة ضمير العميل او لانتهاء ورقته وعندها تعمل الادارة الامريكية بما لديها من اجندة خفية لتصفية هؤلاء مهما تكن الخدمة المقدمة من هذا العميل او تلك المنظمة للعصابة الامريكية .اليوم العالم برمته يعيش الارهاب وبمختلف اشكاله سواء كان دموي او اقتصادي او علمي او ثقافي وبدرجات متفاوتة والارض التي جمعت كل اشكال الارهاب هي ارض العراق ، والسبب يعزى الى تنظيم القاعدة والتي تحاربه الان الادارة الامريكية وهناك من يشكك في ذلك .لنلقي نظرة ولو سطحية على السياسة الامريكية اتجاه القاعدة والارهاب ، الادارة الامريكية ومن خلال صحفها تعترف انها هي التي اسست جماعة ابن لادن لتحقيق اغراض سياسية لها ومنها على سبيل المثال لمجابهة المد السوفيتي في افغانستان في حينها باسم الاسلام ومستفيدة من اموال السعودية من ذلك ، وذكرت صحيفة نييورك تايمز في عام 1998 في عهد كلنتون ان الادارة الامريكية وجهت عدة صواريخ الى ساحة تدريب مسلحي القاعدة في افغانستان ومن ثم عوضتها ببضعة ملايين من الدولارات لبناء معسكراتها مجددا وهذه لعبة من الاعيب الادارة الامريكية حيث ان القبيح لا بد له من اظهار ولو جانب حسن واحد للتجميل واثارة الشبهات من يتيقن انه قبيح .

وبعد انسحاب الاتحاد السوفيتي وانتهاء ورقة ابن لادن من افغانستان عاد ليمارس الكرة في الشيشان مع سيطرته على مقاليد السلطة في افغانستان حيث ان التعليمات الامريكية للقاعدة هي عدم مجابهة اسرائيل والوقوف مع الفلسطينين وهم التزموا بذلك ، وبعد اتفاقات عقدت بين الادارة الامريكية والحكومة الروسية توقفت او قلت عمليات ابن لادن في الشيشان .هنا على وشك انتهاء ورقة القاعدة ، كيف يتم التخلص منها ؟! فكانت احداث سبتمبر والتي حسب اكثر الكتّاب الامريكيين ان العملية تمت بالاتفاق بين القاعدة والادارة الامريكية حتى تستطيع من كسب الراي العام الامريكي والعالمي في ضرب القاعد ة ولو صوريا وهذا ما يميل له الراي العام العالمي ( كتاب اوكار الشر للكاتب الامريكي ).

هنالك ملاحظات على السياسة الامريكية حيث انها تميل لخلق جو مضطرب في المنطقة التي تحتلها حيث انها تمارس فيها سياسة الاختبارات أي انها تترك كل القوى والعصابات تسرح وتمرح وتتقاتل في هذه المنطقة وتقوم هي من بعد ذلك بفرز ما تريد من عصابات ومحاربة ما ترفض منها ، اضافة الى ذلك يجب ان تكون المنطقة المضطربة غير مجاورة لاسرائيل خوفا من انتقال الاعمال الحربية او الارهابية الى داخل اسرائيل وخشية من المحذور نجد اسرائيل تعمل على انشاء جدار عازل لها يحميها من هكذا توقعات ، ونفس الاسلوب بصدد اتخاذه السعودية وكذلك ايران ، ويا لكثرتها في العراق بين المناطق الساخنة .

نعود الى القاعدة حيث احداث سبتمبر وحرب افغانستان وما عثرت عليه من ادلة من حرب البوسنة والتي تدين ال سعود بتفجيرات السفارات الامريكية في كينيا وتنزانيا والادارة الامريكية بعد لم تقرر التخلص نهائيا من القاعدة بدليل انها تركت ابن لادن وزمرته طلقاء .هنا بدأت تبحث الادارة الامريكية عن ارض افضل من الاراضي الافغانية وتحد ايران من جهة وبعيدة عن اسرائيل من جهة اخرى لتجعلها مقرا للقاعدة وفي نفس الوقت تستفاد اقتصاديا من تلك المنطقة المحتلة فكان العراق .عملاء امريكا في المنطقة العربية كثيرين واهمهم حسني مبارك والعبدين للهو ملك السعودية والاردن .حسني مبارك من السهولة شراء ذمته فقد كان المطيع لامريكا والثمن انهم الغوا ديون مصر الهائلة مع منحه المساعدات من البنك الدولي ، واليوم امريكا تفكر بالبديل له لا لان ورقته انتهت ولكن لعمره الطويل وعلى وشك الموت فقامت امريكا بتصفية المعارضين له من قد يثير المشاكل لبديله ومن المعارضين كان ايمن نور وجماعة الاخوان ، ولكن هل عين البديل ام لا ؟! هذا هو المهم .امريكا تحارب من اجل اربع محاورهي انها لاتريد من هو اقوى منها عسكريا واقتصاديا وعلميا وتعمل على الانحطاط الخلقي للمجتمعات الملتزمة حيث هذه هي صفات الولايات المتحدة الامريكية.

من هذا نجد ان الاسلام يهتم بالجانب الخلقي تاركا بقية المجالات من قوة اقتصادية وعسكرية وعلمية وكل من تظهر له بوادر في هذه المجالات الثلاثة سرعان ما تسارع الادارة الامريكية للاطاحة بهذه البادرة ولعل الكل يذكر علماء الذرة الخمسة المصريين الذين رفضوا العمل في امريكا مفضلين خدمة بلدهم مما ادى الى سقوط الطائرة التي تقلهم ومن معهم من المسافرين وقتلهم جميعا وبعمالة الرئيس المصري اخفي الصندوق الاسود ومعه التحقيق ، واليوم نجد ان الادارة الامريكية كثيرا ما تشدد من سياستها اتجاه ايران بسبب التقدم العلمي والعسكري الذي تراه على وشك ان يحصل لهذا لابد من تهيئة اجواء تساعدها على استخدام القوة ضد ايران ولا سيما ايران الى الان تهاجم اسرائيل سياسيا واعلاميا ،فكان العراق هو المختار .

هل صدام حسين كان عميل ام لا ؟ سؤال تردد كثيرا من وسائل الاعلام العربية والعالمية ، الجواب نعم كان عميلا لامريكا ، قد يقال لماذا لم يفضحها عندما القت القبض عليه وسلمته للحكومة العراقية واعدمته فما الدليل على عمالته ؟!لاخر لحظة قبل اعدامه لم يكن يصدق انه سيعدم حتى انه بدأ يهذي في ساعاته الاخيرة هذا اولا وثانيا انه لو تكلم وفضح فان الكثير من عملاء المنطقة سيفضحون معه وبالنتيجة فان عصاباته وازلامه وعائلته سوف يشردون ويقتلون ويصبحون ملاحقين قضائيا وارصدته الموجودة في بنوكهك سوف تصادر، فلا بد البقاء على الاسرار حتى تبقى اراضي هذه الدول المنطلق للعمليات الارهابية اتجاه العراق اذا ما احتل العراق ، وثالثا ان صدام حسين غبي من الدرجة الاولى وظالم بنفس الدرجة فالظلم والتعسف لايحتاج الى ذكاء بل يحتاج الى ظلمة على شاكلته فكانت امريكا التي ساندته طوال حرب ايران وحتى ان القوات العراقية قتلت خطأ اكثر من خمسين جندي امريكي على اسطولهم الموجود في الخليج ورغم ذلك لم تتخذ أي اجراء ادارة ريغان في حينها ،والكل يذكر زيارة رامسفلد لصدام مبعوثا من ريغان لاكمال صفقة بيع اسلحة كيمياوية باسم مبيد زراعي استخدمها ضد ايران والاكراد والشيعة في الجنوب ، اضافة الى من سانده من الدول العربية سيئة الصيت المعروفة لدى العراقيين والتي هي قواعد للارهاب الذي يحدث في العراقل الان.كل دولة يحكمها عميل امريكي لا بد من خلق قوة معارضة لهذا العميل وبادارة امريكية حتى تكون السلاح المستخدم اذا ما اضطرت لذلك الادارة الامريكية لظروف طارئة قد تهز موقف عميلهم .

هل سيتم القضاء على القاعدة من ارض العراق هذا سؤال يبحث عن اجابة واجابته توقعات والتوقعات قابلة للصح والخطأ .في العراق اليوم يوجد اكثر من مجموعة مسلحة منها تكونت نتيجة ظروف العراق ومنها دخلت مع القوات الامريكية ، ومنها انشقت عن القاعدة ، واخرى دخلت الى العراق بعد الاحتلال وتحديدا او اغلبهم من الاراضي السورية والامدادات من السعودية والاردن ، حيث الكل شاهد في بداية الحرب سوريين يدخلون العراق عن طريق ربيعة جاؤا بصفة مقاتلين للدفاع عن العراق والذين دخلوا من جنسيات مختلفة عربية وغير عربية .

نشرت جريدة الواشنطن بوست اضافة الى ما اذاعته قناة الحرة في الشهر الثاني من العام الحالي ان هنالك عمليات اجرامية تحدث في العراق بطريقة مشابهة للعمليات الاجرامية التي تحدث في نيويورك وواشنطن من قبل عصاباتها مما يدل ذلك على وجود هذه العصابات داخل العراق دخلت مع القوات الامريكية بزي عسكري او بصفة مقاتلين مع القوات الامريكية .الجماعات المسلحة التي اسسها بريمر خلال العام المشؤوم الذي قضاه في العراق هي نفسها التي تقوم القوات الامريكية بتسليحها اليوم واعترفت اخيرا انهم كتائب ثورة العشرين وانصار السنة اللذين كانا كثيرا ما يعلنون مسؤوليتهم عن تفجير او اختطاف يحدث في العراق وكان دائما الوسيط في التفاوض لاعمال الخطف بينهم وبين ذوي المخطوفين هو مثنى حارث الضاري ويتم الاتصال عن طريق جامع ام القرى .

بعد ان تحصل امريكا على ضمانات سياسية من الحكومة العراقية التي تجدها اهلا لقيادة العراق من غير الضرر بامن اسرائيل ومصالحها عندها ستقوم بضرب كل الجماعات المسلحة في العراق باستثناء الذين سلحتهم ليكونوا العون لها في المحطة القادمة ، واليوم هذا بات قريبا بدليل ان السعودية بدأت بانشاء جدار على حدودها مع العراق واليمن لانها تخشى من عودة هؤلاء المسلحين الذين قدموا اصلا من الاراضي السعودية ، اضافة الى ذلك فان ايران هي الاخرى بصدد انشاء جدار عازل وابتداءا من منطقة الشلامجة فصاعدا لعلمها بما هي عليه السياسة الامريكية اتجاهها ، مع التوقع لامور مستحدثة ستحصل عند زيارة المالكي لامريكا قريبا ،والجانب الاخر ان فترة حكم بوش شارفت على النهاية حيث انها مشابهة بالضبط لحكم ريغان الذي اشعل الحرب العراقية الايرانية عندما دخل البيت الابيض وانهاها قبل خروجه من البيت الابيض باربعة اشهر ، يضاف الى ذلك معارضة الديمقراطيين للحرب وضرورة الانسحاب من العراق اما وفق جدول زمني او تدريجي حيث اصبح العراق اليوم ورقة انتخابية مؤثرة على المرشحين لدخول البيت الابيض .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك