المقالات

هل يمكن أن نخرج من القاع؟! قاسم العجرش

1738 11:34:48 2015-09-27

    منذ قرابة عقدين من الزمن، ومفردة "التنمية" تقرع آذاننا دون إنقطاع، حتى غدت لازمة من لوازم المجالس السياسية والإقتصادية والإجتماعية، فإين نحن منها؟!

    الحقيقة أن مفهوم التنمية، واحد من أعقد المفاهيم المتداولة في عالمنا المعاصر، ويأتي تعقده من إستخدامه في مجالات بعيدة عنه، فتخرجه عن معناه و مقصده، إذ يستخدم على نطاق واسع بمعنى التقدم، فيما يستخدم وبنفس السعة بمعنى التحديث، أو الاتجاه إلى عصرنة التنظيم الاجتماعي، آخرون يستعملون التنمية بمعنى التغيير.

    برغم أن أحداثا كبرى جرت في وطننا، فقد حصل تقدم كبير، وجرى تحديث أطر كثيرة، وأتجهنا مرغمين نحو العصرنة، وحصل تغيرات مهمة في بنانا الإجتماعية والإقتصادية والسياسية، إلا أننا وفي هذا الصخب الكبير، كنا بعيدين جدا عن التنمية، ولم نحدد موقعنا منها، لأننا وببساطة، كنا نتحرك عكس حركة الزمن، فتزداد المسافة بيننا وبين التنمية إتساعا في كل لحظة!

    حركتنا العكسية تلك، جعلتنا نتخلف عن إستيعاب الحقائق الجديدة، وأنشغلنا بأكل لحم أذرعنا، فيما غيرنا أنتقل الى آفاق متقدمة، صارت بعيدة عنا وكأنها الحلم!

    يغير العالم تكتيكاته كل لحظة، ويضبط بتغييراته المسترة تلك، إيقاع حياته على التقدم و التنمية، وتتراكم لديه الإنجازات العلمية والأكاديمية، وأستوعب الإقتصاد الأولويات السياسية والإجتماعية، وتحولت التنمية الاقتصادية الى ضابط أوحد، لبقية مآلات حياة كثير من الشعوب.

   لقد جرى التركيز عند غيرنا على البعد الاقتصادي، بالقدر الذي جرت فيه تنحية الأبعاد الخلافية، أو الحد من تأثيراتها، إذ أدرك عقلاء الأمم، أن المجالات الاجتماعية والسياسية و الأخلاقية، مواضع إختلاف قديم قدم الدهر، فيما يمثل المجال الأقتصادي، مجال عمل ومنافسة خلاقة وتطور!    

     قبالة ذلك؛ ننغمس نحن في كل لحظة أيضا، الى قاع الإضطرابات والفتن والتخلف، غير مدركين أن العالم ينمو بإضطراد مدهش، وأنه يقف على ناصية الطريق، لكي ينتظرنا متى نخرج من دوامتنا، كما أنه لا ينتظر الذين يقدمون رجلا و يؤخرون أخرى!

    إننا بحاجة الى إصلاح شامل، والإصلاح يقتضي التنمية، التي تمس المجتمع بكل مكوناته وفئاته، وأن نركز على الإقتصاد، لأن معظم المتغيرات الطارئة على المجتمع، تأتي من عوامل اقتصادية، فالأوبئة والأمراض والفقر والجهل، مشكلات تنمو في البيئات المرتبكة إقتصاديا.

كلام قبل السلام: التنمية ليست أهداف اقتصادية فحسب، بل هي قضية حضارية، علينا أن نقاربها بمسؤولية، تنسجم مع كوننا شعب شغل ثلثي التاريخ البشري!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك