المقالات

الدكتاتور ....وطموح الرعية

1113 17:48:13 2015-09-30

من المؤكد أن الأنظمة الدكتاتورية تخطط وتضع البرامج الكفيلة ليس لرفاه شعوبها وإنما لاضطهادهم هنالك من يبرر ظلمهم وبطشهم ويشرعن بقاؤهم، أطول فترة ممكنة في حكهم،غير مكترثين لما يسببونه من آثار وأضرار مادية ومعنوية في حياة مواطنيهم ،فالمحصلة الرئيسية هي البقاء ،والنظرية الميكافيلية جاهزة للاستعمال (الغاية تبرر الوسيلة ) ,

ولعل شر البلية ما يضحك ،هو مع اقتراب موت الرئيس أو الزعيم الأوحد،والتقاعد من مسيرة عمل قضاها بين التنعم والتبذير بخيرات البلد هو وحاشيته،واستبداده وبطشه بشعبة ،ليرمي لهم فتات الخبز ،ليبدأ بمرحلة جديدة تهيئة الأمور رويداً رويدا لأحد أبناءه يوصيه بالالتزام بالتعليمات والتوصيات والبرامج التي كان يسير عليها, بحزمة القضبان والحديد الذي يفتك بكل من تسول له نفسه ,ان يهمس بأذن صاحبه بفكرة الرفض ولو كان ذلك بكلمة ,ثمت سؤال يطرح نفسه لماذا الأنظمة المستبدة تبقى لعقود من الزمن وتؤسس لثقافة الفساد بعد رحيلها؟وحكم الإيثار العادل الذي يقوده الأحرار والشرفاء ينتهي بسرعة فائقة من الزمن وان دام فانه لن يستمر طويلاً،خير مثال حكم الامام علي (ع) ،حيث العدالة والاستقامة والنزاهة جميعها توفرت في دولته ؟ومنهج يحترم الإنسان أياً كان لونه ودينه ومعتقده ,

رغم كل هذا لم يبقى عصره الإنساني ,الآ أربع سنوات وأشهر معدودة قضاها وهو يتمنى أن يأتي أشقى الأشقياء ليخضب لحيته بالدماء ترى ما حل بك وبصبرك ؟،في حين ظل زمن الطغاة من بعده لقرون طويلة ,فالمرء لا يريد شيء من الرئيس المسؤول عن الرعية سوى حياة هادئة مستقرة تؤمن له غداً مليء بالاطمئنان ينعم به ,ويحفظ كرامته ويصون حريته ،هذه هي طموح الفرد الذي تنازل عن الكثير من حقوقه أثناء فترة (دكتاتورية الخوف ) سنوات طويلة وحلمه ورؤيته لبناء مستقبله يتأزم ويتقزم مرة،وتضطهد مرات عدة باسم القانون وحمايته ،وتطهير البلد من الخونة الذين يرتبطون بحكم الانتماء الديني والعقائدي ,

المواطن يريد التغيير والإصلاح ولكن بخطى واثقة وواضحة وملموسة ,لولا هذا الشعور المتدفق الكامن في نفسه كالتيار الجارف ،لما وجدناه يستبدل طلقات الرصاص وحقبة الانقلابات الدموية ,بحقبة الديمقراطية ، بأوراق تكتب عليها أرادته بمن يختاره في الانتخابات , وأسقط مراهنات كبيرة وكثيرة بأنه لن يتجاوز المحنة ,

التحديات واسعة ....واسعة الأفق ،وأنا متفق بهذا الشأن مع المخلصين والصادقين ،فهنالك رؤى وسيناريوهات سوداء تريد قيادة البلد كما في السابق من قبل الدكتاتورية التي غيبت الشعب عن طموحه ،لتقدم له حياة على مقاساتها فيها كل التناقضات والآلام المؤلمة ,فمن يؤمن بالتحول الديمقراطي عليه فسح المجال للأخر حتى يعمل وينجز ويقدم لرعيته ما يجده مناسباً في خدمة مستقبلهم ،لا ان يضع العقدة في المنشار ,فالمتضرر الأول والأخير هو المواطن .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك