المقالات

المنحرفون قلبوا الفرحة إلى حزن ( الجزء الاول )

2211 19:20:00 2007-09-22

بقلم: عطا الله الموسوي

من بغداد مع عدد من الأخوة المؤمنين كنت متوجهاً إلى مدينة كربلاء لأداء زيارة النصف من شعبان وكما هو متعارف عليه فإن الزائرين المشاة كانوا بالآلاف متوجهين إلى مدينة الحسين (عليه السلام) ولابد من الإشارة إلى التشكيلة للمشاة ولاحظت منهم يقوم بعمليات وحركات وهوسات لم أراها قبلاً لا أيام الطاغية ولا بعد السقوط حيث الرقص والهتافات التي لا تمت بالزيارة ولا بالحسين (عليه السلام) المتوجهين إليه وأما القسم الآخر وهو الغالبية العظمى فكان يسير بصمت أو ماسكاً كتاباً يدعو فيه هو وزملاءه الآخرين مقتدين بوصايا الإمام الصادق (عليه السلام) الخاصة بآداب الزيارة وصلنا كربلاء

وكانت الطرق مزدحمة بالزائرين من النساء والشيوخ والأطفال والشباب وشاهدنا ظاهرة لم نشهدها من قبل وذلك في مدخل المدينة وداخلها وهي نصب الخيم للمواكب وكل خيمة وضعت مذياع وهناك من يقرأ القصائد الغريبة الكلمات على المناسبة والتي تهوّل وتعوّل على عبد من عباد الله مقترنة بالرقص المقترن بالهوسات وهي مجاميع من الشباب أعمارهم بين الرابعة عشرة والعشرينات.

كنا خمسة أشخاص في مسيرتنا إلى كربلاء بدأنا نتسآئل بعضنا البعض هل هذه آداب الزيارة التي اوصى بها الإمام الصادق (عليه السلام) وإذا بمفاجأة أخرى نرى رجل يرتدي الزي الحوزوي وبيده عصا وهو يرقص ويهوس بين هذه المجاميع وهنا جلسنا للراحة ودار نقاش بيننا اتفقنا نحن الخمسة استخلاص رأي واحد لن نختلف عليه وهو ان هناك أمر خطراً داهم الطائفة وهذا الأمر يراد منه تغيير مسار العقائد التي نشأنا عليها والتي يراد منها التقليل من شأن شعائرنا المقدسة التي قدمنا من أجلها لأداء مراسيم الزيارة وكذلك التقليل من شأن مكان الأئمة الأطهار (عليهم السلام) وتحويل المناسبة من أهدافها للبناء الروحي والعقائدي إلى مسار جديد يهدف من وراءه الابتعاد إلى مسار جديد يريده ويعمل من أجله عشرات السنين النواصب والعلمانيون وذلك من خلال هدم هذه العقائد أو تحريفها في داخل نفوس أبناء الطائفة سيما الأجيال الحالية والقادمة وتحويل هذه الأجيال بغطاء إسلامي مزيف يحكم جهلهم إلى أدوات فاعلة وقاتلة للعقائد التي تؤمن بها الطائفة.

وهنا طرح سؤال نفسه علينا نحن الخمسة كيف بدأ ذلك ووصلنا إلى النتائج بعد قراءة تاريخية موجزة.(1) ما قام به النظام المقبور من اتباع وسائل وطرق عديدة وأساليب قذرة كان هدفها القضاء على كل الشعائر الإسلامية التي يقيمها أبناء الطائفة في أفراحهم وأحزانهم والتي باءت كلها بالفشل إلا وسيلة واحدة نجح بها وهي إفراغ الأسواق من الكتب العقائدية وإيقاف بل قتل حركة الدعاة والوعاظ للمذهب إلا القليل منها مما جعل هناك فراغ فكري عقائدي حتى على صعيد الناس العوام البسطاء.

(2) ظاهرة المرجعية الناطقة والمرجعية الصامتة بعد تبؤا الشهيد الثاني (قدس سره) المرجعية الأخرى اتجاه المرجعيات وغيرها الناطقة مقابل المرجعيات الصامتة كان في حينها اعتقاد أغلب الناس من أن هناك برنامج متفق عليه بين المراجع حيث استدل معظم المثقفين على ذلك بما كان عليه الإمام الصادق (عليه السلام) من عمل على نشر فكر آل البيت (عليهم السلام) مقابل ذلك الإمام زيد بن علي حيث رفع سيفه لمواجهة الحكم العباسي وإعلان ثورته مما اشغل الحكم في حينه بمواجهة الثورة المسلحة في حين أخذ مسار البناء الفكري والعقائدي لمذهب أهل البيت طريقة بإعداد آلاف العلماء والفقهاء إلا أن الأمر أصبح معكوساً بالنسبة للطائفة حيث الانشقاق أخذ مساراً آخر في عهد الشهيد (قدس سره) عندما بدأ بحملة مضادة على المرجعيات الأخرى وتوجيه الاتهامات لها.

وكان ذلك مساراً لم يكن يتوقعه معظم أبناء الطائفة حيث لم نرى مرجعاً اتخذ موقفاً مضاداً اتجاه المراجع الآخرين منذ ان قامت الحوزة العلمية منذ ألف عام مضت وبدأت حملة التضليل والتثقيف على ذلك مما سمحت إلى أعداء الطائفة من النواصب والعلمانيين بوضع وإعداد دراسات ومناهج تحت غطاء الحوزة الناطقة وذلك لتغير المسار العقائدي لأبناء الطائفة وشقها واشعال نار الفتنة والاقتتال بينها وعمل الأعداء بصرف الملايين من الدولارات لإظهار مرجعيات عديدة تحت هذا الغطاء ظهرت على الساحة والتي كانت لها ارتباطات سرية مع النظام المقبور وأخذت تعمل وبشكل علني بعد سقوط النظام المقبور على شكل تيارات سياسية ودينية وما حركة جند السماء إلا دليل على ذلك.

أعود إلى حوارنا نحن الخمسة حيث خلصنا إلى نتيجة واحدة لا يمكن الاختلاف عليها إن ما قام به الشهيد الثاني (قدس سره) على الرغم من تصديه إلى النظام المقبور وتقديم نفسه ونجليه شهداء في سبيل انقاذ العراق من حكم الطاغية الملعون إلا أنه وبنفس الوقت وقع في خطأ ستراتيجي لا يمكن معالجته بسبب ما قام به من تمهيد للأعداء من زرع الألغام المؤقتة وسط الطائفة وتحت ستار المرجعيات المزيفة التي أخذت من النهج الخاطيء الذي لا ينتهي إلا بهداية الرحمن أو ظهور الحجة القائم (عجل الله فرجه)

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو احمد
2007-09-22
سلام عليكم احسنت على هذا الكلام انا معك يا اخي لقد اصبت الهدف
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك