المقالات

أدوات أمريكا والاصلاحات العراقية..! / باقر العراقي

1538 2015-10-05

باقر العراقي

ثمة أمور ترغمنا على عدم تخطيها, عند بحث موضوع السياسة العامة للدول, ومنها الولايات المتحدة, والتي تعتبر من بديهيات العمل السياسي, وهي أن مصالح الدولة فوق كل المصالح الأخرى.

لم يتوقع كثير من المتابعين, أن امريكا ستسقط نظام صدام, نظرا لتجاربها السلبية السابقة مع شعب العراق, وخاصة أبان الانتفاضة الشعبانية عام 1991, فلا حماية حقوق الانسان, ولا الاسلحة النووية, ولاغيرها مما ذكر هي فعلا الاسباب الموجبة لاسقاط النظام في العراق, او الانظمة العربية التي انهارت بعد ذلك.

اليوم وبعد مرور 12 عام على تغيير النظام, لم يتحسن حال الدولة العراقية, ولا الشعب, لو اخذنا بنظر الاعتبار كل طبقات الشعب, وكل طوائفه, "ماعدا الطبقة الارستقراطية الحاكمة".

لقد تخطينا معا كحكومات وشعب, سنوات التغيير السابقة, بكل سلبياتها وجراحها وآلامها, وكشعب مهجر ومهاجر الى الغرب, ومشرد داخل ارضه, خرجنا منكسرين لا منتصرين, رغم رؤية ضوء الامل في نهاية النفق, بأن الشعب سينتصر.

أمريكا تبحث عن اصلاح البلدان, ودمقرطة دول العالم الثالث, هذا مايقوله مسؤولوها...! أما الواقع فيقول أنها تبحث عن عن مصالحها, ولاوجود لمصالح غيرها, حتى وأن كانوا أصدقاء -حلفاء او حتى عملاء.

اذن لماذا تكون بوصلة المسؤول العراقي متجهة بأستمرار صوب السفارة الامريكية؟ هل هو تقليد أعمى متبع ؟ منذ الاحتلال الأمريكي أو التغيير السياسي بعد 2003, أو توجه لا أرادي بحكم القوة والسيطرة الامريكية...!

مثلا هذه الايام تغيرت المعادلات, وتغيرت موازين القوى في العالم, ومعها تغيرت مصالح الدول, الا العراق بقي على حاله..!

روسيا أصبحت اللاعب الأقوى على الأرض في سوريا, وربما في العراق مستقبلا, وتراجعت معها تصريحات مسؤولي الولايات المتحدة, فبوتين تكلم بصراحة بهذا الموضوع, ولا يلاحظ من خطابه خشيته من ردة فعل المقابل, فمصلحة بلده تتطلب ذلك.

بالامس تحدث الرئيس الايراني روحاني بحرقة والم ولغة لاذعة, وانتقاد مباشر للسعودية, على مقتل الحجاج الايرانيين, وكرر قوله بانه يمثل شعب عظيم, وهو الشعب الايراني, وملامحه تدل على مدى الغضب العارم الذي يخالج حركات وجهه, أثناء القاء كلمته في الجمعية العامة للامم المتحدة, والسبب لأنه المؤتمن الاول على مصالح شعبه, فأين نحن من هذا التغيير في العالم..؟

مع كل هذا التغيير, يبقى المسؤول العراقي وبأعلى مراتب السلطة الحاكمة, بعيدا عن مصلحة بلده, ويستمر بتقليده الأعمى, ليتبع من أضر بالعراق أرضا وشعبا وحكومات متعاقبة, ولم يتعظ من تجارب من سبقه بالحكم مع الامريكان, ولم تهز ضميره الدماء التي أريقت, أو المليارات التي ذهبت هباءا للتسليح, سواء الظاهر منها, كصفقة طائرات أف 16 الامريكية, او غسيل الاموال او العقود او مشاريع الكهرباء الوهمية.

الاصلاحات التي وعد بها المسؤول العراقي, والوعود والعهود التي قطعها على نفسه, وأمام الله والشعب, وسيموت في سبيلها,لم تحصل, ويأس الشعب منها, ويؤكد أنها لن تحصل مستقبلا.

التحليل السياسي يسقط هنا, وإستشراف المستقبل يصبح وهما, وحتى فسحة الأمل قد تختفي, أمام مسؤول لا يعدو كونه الا راعيا لمصالح الغير, فكلام اليوم يفضحه فعل الغد.

المسؤول الذي يرى مصالح وطنه وشعبه من خلال ما يراه له الاخرون, أو ربما مصلحتة الفئوية, يجبرنا على ان نقول: ان من يدعوا لهذه الاصلاحات المزعومة قولا ولا ينفذها فعلا, هو احد أدوات (الاصلاح) الامريكي في العراق المخرب...!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك