المقالات

الحسين أمام الأحرار والمصلحين...

2278 2015-10-17

في مثل هذا اليوم قبل قرون اقتربت قافلة صغيرة من مصير محتوم، لم تخرج القافلة للتجارة كما كان معتادا عند العرب، ولم يكن فيها ظالما أو قاتلا أو حتى كذابا، فجل أهلها اشتهروا بالتقوى والأيمان، نعم أنها قافلة آل بيت النبوة قافلة الحسين (عليه السلام).

لم يخرج سيد شباب الجنة مفسدا في الأرض، أو طالبا لسلطان أنما خرج على حاكم فاسق فاجر، شارب للخمر، انتشرت في وقته المظالم والمفاسد، وبات هم مسؤولي الدولة التملق له وطلب رضاه، وأن كان في ذلك إغضاب لرب العباد، فالحسين (عليه السلام) خرج طالبا الإصلاح لأمة جده. 
ضجت الناس من فساد وظلم حاكم بايعوه غصبا، سلط بطانته ومريديه القلة على موارد الدولة ومقدراتها، فأرسلوا آلاف الكتب مبايعين سبط النبي، على ولاية الأمر والقتال تحت رايته، فأما النصر وأما الموت.

الحسين (عليه السلام) علم يقينا أن أغلبهم لن يثبتوا على بيعتهم، ولم يكن السبب الوحيد انه أخبر بذلك من قبل جده، ولكنه كان يعلم ما في نفوس القوم، فمنهم من جبل على نكث العهود، ومنهم من أنتفض لضرر شخصي فقط وليس غيرة على دينه ونصرة لأمام زمانه الحق، وجلهم جبن فارتضى العيش كعبد على الموت بكرامة.

وهنا قد يقول البعض أن ذهاب الحسين إلى كربلاء مع علمه بما سيحدث يعد انتحار، ولكن الحقيقة غير ذلك فلا فرق بين هذا واختباره تعالى لنبييه أبراهيم وإسماعيل (عليهم السلام) واستجابتهم لأمره تعالى، وتنفيذهم اياه دون تردد أو وجل، والمتمثل برؤيا نبي الله أبراهيم أنه يذبح أبنه أسماعيل، إلا أن اختبار الحسين كان أصعب بكثير. 

نبي الله أبراهيم لم يذبح أبنه بل افتداه تعالى بكبش عظيم، بينما الحسين قدم أبنائه الواحد تلو الاخر ليذبحوا وتقطع أجسامهم، ويذبح بعدهم على أرض كربلاء، تاركا حرائر بيت النبوة سبايا عند دعي بني أمية، يتنقلون مسلسلين عطشى تدمي السياط ظهورهم بين القرى والمدن من العراق الى الشام، بأمر من خليفة سكران.

كربلاء لم تكن أبدا معركة تقليدية انتصرت فيها الكثرة على الشجاعة، بل كانت درس للإنسانية على الثبات على المبادئ وعدم الخضوع والمداهنة للفاسد مهما علا شأنه وكبر مقامه فله تعالى الكبر والعظمة وحده.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك