المقالات

الأنبار محطة التوقف فيها ضرورة

1236 19:06:00 2007-09-24

عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحريرصحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين

الأنبار التي عرفها العراقيون في الأعوام 2004 - 2006 هي غير الأنبار التي نعرفها اليوم، فخلال السنوات الثلاث التي تلت سقوط نظام صدام تكاد تكون هذه المحافظة قد انسلخت عن الجسد العراقي، وباتت أمارة او مقاطعة ليس لها علاقة ببيئتها وحاضنتها الى الحد الذي جعل من أهلها امر تكتنفه الحيرة، اذ ليس بإمكان غيرهم ان يصدق ما يجري وما يحدث باسم الأنبار وابنائها.. ولا بإمكانهم هم آنذاك ان يرسموا للعراقيين صورة أنبارية تؤكد ان الأنبار التي كانت عبر التأريخ هي نفسها الأنبار التي كانت وقتذاك لأسباب عديدة متعددة أهمها ان هذه المدينة قد تعرضت الى تسونامية قاعدية لم تشهدها أي مدينة عربية او غير عربية بما في ذلك المدن الافغانية المغلقة للقاعدة قبل وبعد المتغيرات التي شهدتها افغانستان.المؤكد في المشهد الأنباري في تلك الفترة هو ان الأنبار عراقية الهوى واهل الأنبار عراقيو الانتماء وبغير ذلك لا يمكن لاحد ان يتصور الأنبار وهي خارج هذين الوصفين او الحقيقتين.ليس معنى عدم قدرة ابناء محافظاتنا الوسطى او الجنوبية في المرور بتلك المناطق خشية الذبح او الخطف او التغييب هو ان اهل الأنبار قد انقلبوا على ابناء جلدتهم او انهم صاروا يرون فيهم غير اولئك الذين صنعوا العشرين والدولة العراقية التي سرقها خلسة رجال الثكنة واصحاب مفاتيح الغرف المغلقة اشباح دولة المنظمة السرية الذين كانوا يتخفون وراء المشروع القومي والذي تحول فيما بعد الى اضحية لسياساتهم وعدائهم للحياة والحضارة والانسانية.

الذي بدد تلك الغيوم التي كانت تظلل سماء الأنبار، الصحوة العراقية العربية التي قادها اهل الأنبار ضد كل ما هو غير عراقي وغير وطني وغير انباري، وقد كان اولئك الوافدون قساة طغاة اوباش لا يفقهون من الحياة الا قسوتها ولا من الآدمية الا شذوذها ولا من القبلية الا جاهليتها وعنجهيتها لكن رغم كل هذا وذاك ورغم الاسر والتكبيل الذي كان يعيشه أهل الأنبار انتصرت ارادتهم بالتالي، فعادت الأنبار الى ابنائها ومن ثم عادت الى عراقيتها وها هي تحث الخطى لاعادة جسور القرابة والمودة والتواصل بينها وبين شقيقاتها بابل والديوانية وكربلاء والنجف وميسان والكوت والبصرة والمثنى والناصرية ومئات المدن والقصبات العراقية.

قبل ايام ترك الوفد الحكومي الرفيع الذي زار الأنبار اثراً نفسياً كبيراً لدى كل العراقيين عندما اعلن نائبا رئيس الجمهورية الدكتور عادل عبد المهدي والدكتور طارق الهاشمي ومن الأنبار نفسها ان الحكومة قررت تخصيص سبعين مليون دولار كدفعة اولى لتأهيل محافظة الأنبار والبدء باعادة البناء فيها، فيما تقرر ايضاً صرف خمسين مليون دولار اضافية كتعويضات لأهالي الأنبار الذين تضررت مساكنهم وممتلكاتهم جراء المواجهات الميدانية التي حصلت مرة بين اهالي الأنبار وبين عصابات القاعدة او ما بين الأنباريين وقوات التحالف من جهة اخرى، لكن في نهاية الامر فان الامور تؤخذ بنتائجها وعندما يتابع العراقيون محافظة الأنبار وهي تزدهي بمظاهر الدولة العراقية باعلامها وقواتها ومؤسساتها ويأتي في مقدمة ذلك كثرة الوفود الحكومية التي تحط الرحال تارة وتغادر هذه المحافظة تارة اخرى فان ذلك هو الانجاز الاكبر والذي يؤكد بأن دولتنا قد بدت تستعيد عافيتها وان مواطنينا من كل الأجناس والأعراق والمذاهب بدأوا يتفاعلون مع عهدهم الجديد وهذا هو الانجاز الأهم بكل تأكيد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك