المقالات

موقف بني أمية من الشعائر الحسينية

1389 2015-10-24

كان الموقف الأموي من الشعائر الحسينية, متلازم مع موقفهم السياسي, حيث العداء المعلن, لأهل بيت النبوة (ع), فهم يدركون جيدا مكانة أهل البيت العظيمة, أمام ضحالة نسبهم وتاريخهم, فكان العداء لكل شيء يرتبط بأهل البيت, فالإمام الحسين (ع) يمثل العدو الأكبر لبني أمية, فهو خرج لحربهم, ليقيم العدل, حيث كانت حركة الحسين لاستنهاض الأمة, وتثبيت موقف تاريخي, يكون عنوان كبير لكل الأجيال اللاحقة, فكانت الثورات تنطلق, رافعة شعار يا لثارات الحسين, ثورات طالبت بالعدل, وأبعاد المفسدين من الحكم.
الشعائر الحسينية شكلت قلق كبير للأمويين, لما تمثله تلك الشعائر, من إشعال نار الثورة في قلوب الناس, لذلك سعى بني أمية, إلى محاولات حثيثة, لطمس معالم الثورة الحسينية, عبر خطوات خبيثة, من أهمها:

اهتمام الأمويين بالجانب الإعلامي, حيث عملوا على تفعيل الأعلام المضاد للثورة العاشورائية, فجعلوا من يوم عاشوراء يوم فرح وسرور, للتغطية على جريمة العاشر من محرم, والتقليل من حجمها, وصرف الرأي العام عنها, وكي يحاربوا مظاهر الحزن, وشعائر التعريف بالثورة, فالاموييون هم أول من احتفل بيوم عاشوراء, بالاعتماد على رواية مكذوبة, وضعها رواة السلطة, ومع الأسف لليوم تجد صداها هذه الرواية, بسبب غفلة جزء كبير من الأمة, عن تاريخها.

عمل الأمويين, على تثبيت روايات مدسوسة كثيرة, عن حرمة زيارة القبور, وحرمة البكاء على الموتى, وحرمة الخروج على الخليفة, فقط للتشويش على الأمة, كي لا تلتحق بركب الثورة, ولتغييب حركة الحسين عن التأثير, في مستقبل الأمة, فنشط البلاط الأموي في طريق الدس, عبر ثلة من الوضاعين, الذين دينهم الدينار, فانتشرت الإخبار المكذوبة عن النبي, في البلاد الإسلامية, في زمن كان رجال الشيعة مطاردين ومغيبين, مما سمح بأكاذيب البلاط, إن تنتشر في المجتمعات غير الواعية. 

كان الاموييون مهتمون جدا في التأثير الفكري بالمجتمع, بواسطة رواة البلاط الأموي وأكاذيبهم, لذا لجئوا لمنع زيارة قبر الحسين, ومعاقبة من يزور بالغرامة أو السجن أو قطع اليد أو القتل, فالمسير وبشكل جماعات مع البكاء وقراءة الشعر, والتذكير بخطب ومقولات الإمام الحسين, من أكثر الوسائل تهديدا للعرش الأموي, لذا لجأ ملوك دولة الأمويين إلى المنع, تجنبا لما قد يحصل, من تأثر الأمة وأهل الشام, بالثورة الحسينية وأهدافها, التي تخالف هوى الأمويين.

سلوك الأمويين مازال يؤثر في واقع الأمة, فعصابات داعش والوهابية والإخوان, تنهل من أكاذيب البلاط الأموي, لتعيث فسادا في الأرض, والمنابر الدينية لأهل السنة, في الأردن ومصر وتونس وغيرها, تسكت عن تلك الفريات التاريخية, خوف من العوام , وللحفاظ على مناصبها, مما تسبب بضياع الأمة في أتون نار التكفير, التي تنتقل من بلد لأخر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك