المقالات

بليغ والصيادي..والبرزخ الذي لم يبغيانه!!!

2410 2015-11-26

بليغ والصيادي:هما إسما علم، يشير كل منهما إلى موقف، وفكرة، ورأي، قبل أن يشيرا إلى شخوص أو رموز أو توجهات، وبتجرد أقول.
عجزتُ وأنا أحاول جهدي مقارنةً بينهما، وأُسقط في يدي أن ألحظ مقاربة فيهما.. سوى إن يكونا إناءين قد إمتلئا حد الفيض، ونضحا حد الغيض، فكان فيض أولهما: بلاغةً، ووطنيةً، وشرفاً، وإيثاراً، ودعوةً لحقٍ طالما غابَ عن ضمائرِ الفاسدين، وهدفيةٍ شريفةٍ لبناء وطن.

فيما نضح ثانيهما: لصوصيةً، وخسةً، وغدراً، وتطاولاً فاضحاً على كل حقٍ، وشذوذاً واضحاً عن سبيل لكل صدق. فكان من البديهي أن يكون بينهما برزخا من النفور، فهذا عذب فرات، وذلك ملح أجاج( فكل إناء بالذي فيه ينضح).

حاضر الإثنان، كما تأريخهما، فإنهما يميلان إلى التوازي منهما إلى أن يتقاطعا، إذ ليس من قواسم مشتركة، ولا صفات متشابهة، ولا طباع متطابقة.
الحاضر يشهد لبليغ، بالنبوغ، وللآخر بالسطحية، ويقر له بالتفوق، ولخصمه بضحالة الفكر، ولأبو كلل بالوطنية، وللصيادي بالمصلحية، ولهذا بالثبات والمبدئية، ولذاك بالتأرجح والزئبقية، فلا مندوحة عن خلاف طباعهما، ولا دلالة على تشابه سجاياهما.

كان قد أعطى كل منهما ما لديه، فقد أعطى أبو كلل: شهامةً وفروسيةً ونبلاً، فيما أعطى الصيادي: خيانةً ولصوصيةً وغدراً، ولم يكن بمقدور كليهما إلا أن يعطيا ما أعطوا فإن فاقد الشيء لا يعطيه.

دخل كل منهما متسلحاً، نعم، فليس بمقدور أحد أن يجترأ على إنكار ذلك، إذ كان السلاح الأقوى في حوزة أبو كلل، وهو: أحقية الكلمة، وبلوغ الحجة، وسداد الرأي، وشرفية المرجع والإنتماء، فيما كان السلاح الأسرع لدى خصمه الصيادي، وهو: الصوت العالي، والطبل الأجوف، ورماة مرتزقة، وتبعية لقيادة قد عاثت ظلماً وجوراً وفساداً.

لذلك لم يكن بالإمكان غير الذي كان من بليغ، والذي كان من النائب الصيادي، كونه لا يعدو أن يكون صراع مبادئ، ونزاع خلق، ومزاحمة وجود، وإمتداداً أزلياً لمعركة الحق مع الباطل الزهوق دائماً وأبداً. 

عندما تقف كلمة الحق بوجه الرصاص، فإنك تسمع لها دوياً، يعلوا على أزير إنطلاقه، وتأخذ لها حيزاً أبعد من حدود غدره، وشذوذ آفاقه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك