المقالات

ثورة الفيسبوكيون ضد الزوار الإيرانيين..!/ قاسم العجرش

2210 17:49:07 2015-12-06

قاسم العجرش

لاشك أننا إزاء حدث فريد، في موضوعه وحجمه ومآلاته، ذلك الحدث المتمثل بالزيارة الأربعينية، التي فاق حجم حضورها، عن 25 مليون زائر، منعم اربعة ملايين زائر بجنسيات أجنبية، أقلو بجنسيات أجنبية، وليسوا أجانب، لأنهم ينتمون الى أمة واحدة؛ هي الأمة الشيعية!

وقوع مثل هكذا حدث امر نادر جدا، وعلى الأقل بالمرويات التي يدونها التاريخ دوما، فإن حدثا مماثلا لم يحدث قط..

مثل هكذا زخم بشري؛ لا يمكن أن يمر دون حوادث، وطبيعي أن تحصل حوادث سيارات، لكن لم يطرق أسماعنا ان زائرين تخاصما أو تعاركا، بل كان كل زائر يسعى الى خدمة أخيه الزائر الآخر!

إلا الفيسبوكيين لم يلتحقوا بالزائرين، فإنهم أقاموا الدنيا ولم يقعدوها بعد، لأن بضعة آلاف من الزوار الإيرانيين، وبسبب إرتباك ألأجهزة الأمنية العراقية، وعجزها  في معبر زرباطية، ولأن الزوار قد حصروا في خانق ضيق،  فإنهم عبروا الحدود دون تأشير دخولهم.

الحقيقة التي يجب أن نعترف بها؛ أنه لا يمكننا تجاوز الحدود الإيرانية ولو متر واحد، لأن لديهم أجهزة أمن؛ مهمتها  مسك حدود بلدها بقوة، والعيب فيما حصل بزرباطية فينا، نحن الذين لن نتهيأ، لزيارة نعرف ان ملايين الزوار سيفدون اليها.

 علينا الإعتراف بتقصير اجهزتنا الماسكة لمعبر زرباطية، قبل ان ندين الزائر؛ الذي ابقيناه ينتظر تأشيرة الضابط العراقي المباركة، 48 ساعة في العراء بعد أن عبر حدود بلاده..

نتسائل وبمشروعية؛ لماذا لم يحدث مثل الذي حدث في زرباطية، في معابر اخرى في الشيب والشلامجة وصفوان.؟!.القصة أنه كان بدل أن نضع عشر ضباط لختم الجوازات، كان علينا أن ندرب مائتين منهم،  ونضعهم هناك وينتهي الأمر..

لقد ملأ الفيسبوكيين الفضاء الألكتروني بأحاديث فجة، عن إنتهاك السيادة، لكن حقيقة ما حدث، لا تشي بإنتهاك للسيادة وغيرها من التوصيفات، بل هي مخالفة حصلت  وانتهت، وسيعود الزوار الى بلدهم، وفي طريق عودتهم يمكن لضباط الحدود والجوازات تغريمهم وينتهي الأمر.

يتعين ايضا أن ننظر الى ماحصل؛ مثلما نظرت النمسا والمانيا، حينما وصل آلاف اللاجئين الى حدودهما، بعد أن تركو جوازاتهم خلفهم في تركيا..

لقد وصلوا الى الحدود الألمانية بلا جوازات، ومع ذلك تم إدخالهم وإيوائهم، وبل ها هي تحتويهم ضمن المجتمع الألماني!..مشكلات الحدود لا تدخل في خانة السيادة،هي مخالفات تجري كل ساعة، وامريكا تعاني من مشكلات حدود، وعبورمخالفين مع المكسيك، منذ قرابة150 عام، دون أن يعد ذلك خرقا للسيادة، ولم يصفه أحد ما بالتطاول على الكرامة الوطنية، ولم تردد عندهم أغنية "يا كَاع إترابج كافوري"..

  السيادة تنتهك، حينا ترسل دولة مجاورة لدولة أخرى، قواتها وتجتاز حدودها وتحتل أراضيها، وهذا ما حصل مع السعودية وقطر، حينما ارسلت قواتها الوهابية، تحت مسمى داعش لتحتل العراق، ومع ذلك فأن أرجل وزير خارجيتنا حفيت، بالطريق الى الرياض، كي تفتح سفارة شر لها في بغداد، وكذا الأمر مع قطر هذه الفقاعة المالية، التي تكاد تخنق العالم بشرها..

تركيا أيضا تحل الأرض العراقية جهارا نهارا، وترسل طائراتها تقصف قرانا، تحت ذريعة قصف قواعد حزب العمال الكوردستاني، وهي تدخل الأرض العراقية، متى تشاء والى أي مسافة تشاء، دون أن نسمع من الرسميين العراقيين، والسادة الفيسبوكيين حديثا عن السيادة..!

كلام قبل السلام: عبور الزوار الإيرانيين، كان بسبب نعرفه جميعا، وهي أن الأجهزة المعنية لم تتحسب للأمر جيدا ولم تتعامل بما يفترض من مسؤولية ومهنية وإحتراف، مع موضوع توقع وصول مليون ونصف المليون زائر في عدة أيام، الى معبر زرباطية..

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك