المقالات

الرسول محمد بيننا ....!

1071 03:23:00 2015-12-24

افتراض ان الرسول محمد (ص) قد حضر اليوم الى العراق بمناسبة عيد ميلاده كما يحضر الكبار في هكذا مناسبات ، فماذا سيرى في هذه البلاد الذي كان يوعد المسلمين في مكة والمدينة بفتحها وإسلامها وخيراتها ...!
المفاجأة الأولى التي ستصدم حبيب الله ، أن الإسلام ورسالته العظيمة التي كرس حياته لأجلها وتعذب وتهجر وفقد صمامات قلبه لأجلها ، لم يعد ذلك الإسلام الذي دونه بدمائه وتلقاه بقلبه عبر رسائل الإله العزيز ، حين كان يستقبل جبرائيل ويصغي له وهو يرتجف لجبروت الرب .
سيقف النبي متألما ً متاسفا ً لأن الإسلام صار إسلامات عديدة وكل يكتبه ويتفقه به ويجتهد بمعزل عن ينابيع الدين النقية .
سيبكي طويلا نبيّنا وهو يشاهد هذا الكم من الدماء تسفح والدموع تهمل والأوجاع تتسربل في مجاري الخوف والهزيمة ، لهذا التشويه المرعب لمعنى الدين والإنسان والأله أيضا ً .

يصاب بالدوار وهو يشاهد إسلام شيعي وآخر سني وثالث وهابي ورابع إرهابي وخامس شعارتي فقط ...! يستحضر ظروف الهجرة والمقاطعة وعزلة أهله ومؤيديه من فقراء مكة في وديانها الجرداء ، يشعر ان العرب أمة لم يستطع القرآن ان يجعلها أمة عاقلة ، ويعتذر للرب نيابة عن هذه الأمة التي تداركها الله قديما ، وأهلكها الآن ووضعها موضع العبودية والذيلية للأمم الأخرى .

سيجد الناس تصفق وتغني لنبي آخر في الأعظمية التي هجرها نصف أهلها جراء الخوف والقتل الطائفي ، سيضحك في سره لهذا الجنون والكذب والهدر بينما جياع بلاد السواد يملئون دروب الله بين مشردين ولاجئين وأسرى ومطرودين ...!

محمد بن عبد الله المتفرد بجماله الروحي في زمن القبح والتصحر والخشونة ، سيعرف ان النهر كلما سار أكثر في التأريخ والجغرافية ، يتعرض للتلوث وتتفرع عنه جداول مايجعله يفقد صفائه ومزاياه الأولى ...! 

سيدي العظيم .... الآن نسترجع زمن التصحر والتحجر الروحي ونفقد الحس الأنساني ، صرنا لانؤد النساء والرجال وحسب ،بل نؤد كل ماهو إسلامي نقي يحمل سماتك والأولين .

سيقف الرسول حزينا ً متألما ...، وأنا على يقين أنه سيفكر بالثورة مرة أخرى ، لكن من أين يأتي بأبي ذر وعلي وعمر وأبي بكر وسلمان وبلال وتلك الرجال الجبال الذين لايسيل لعابهم على الدولار ، ولايتسابقون على قصور كسرى وهارون وصدام .

ايها الرسول العظيم تأكد ان لك مكانة بقلوب القلة النادرة من المؤمنين والثوار وعشاق الحرية في كل مكان ، أسمك منارة ضوء مشعة عبر الأزمنة ، كنت عظيما ً ولم تزل بفكرك وسلوكك وطروحاتك التي تسبق الزمان ،وترسم لها مسارا موازيا له .
لك كل الحب سيدي رسول الله .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك