المقالات

يا عراقيين ... تقشفوا

2461 2015-12-29

بعد أن مر العراقيون بحالة من الحصار في سنوات التسعينات من القرن الماضي في زمن طاغية العراق الذي كان هوَسهُ كيف يصبح البطل القومي للأمة العربنجيه ، فعان العراقيون ما عانوا من الجوع والمرض والدمار والخراب إلا أن نعم الله عليهم بفضله وسلط على صدام من لا يرحمه كما ذكر في القرآن الكريم ( وسلطنا عليهم من لا يرحمهم ) .

وبعد التغيير انتعش العراقيون لو على فراغ وكان همهم الأول أن يتخلصوا من ذلك الطاغية وبطشه ليروا وجه الحرية ويشبعوا بطونهم الخاوية بلقمة العيش . فانطلقت الموازنات الانفجارية التي فجرت جيوب الفاسدين والحراميه والفاشلين والتي ذهبت ملياراتها بين الفساد وسفاهة الفاشلين قبل أن تفجر بطون العراقيين . 

يعيش اليوم العراقيون مع انحدار كبير في الموارد المالية لأسباب لا علاقة لها الحكومة الحالية بها رغم إن الضرر الذي يتحمله أبناء شعبنا هو في عهد حكومة المالكي وسياستها الانتحارية الخرقاء التي ارتكبها بحق الاقتصاد العراقي مئات المليارات ذهبت ولا يوجد من يسأل عنها أحد .. أين ذهبت ؟!!! 

لقد كانت مناشدة الخيرين من أبناء شعبنا بإيقاف السرقات والنهب التي جرت في كل يوم بل في كل لحظة في عهد حكومة المالكي ولكن للأسف الشديد لم نجد احد من يسمع ذلك لأنهم يكرهون كلمة الحق وكما قال الله ( وأكثرهم للحق كارهون ) فغرتهم الملايين التي قدمها لهم المالكي بهدره أموال الشعب من أجل أن يتشبث بالكرسي ، ولكن الناس بعد فوات الأوان أي بعد خراب البصرة يقولون قال فلان وفلان ، ثم ماذا حصل .. تقشفوا عسى التقشف ينفعكم .

لقد تمكن البرلمان العراقي أن يصوت على الموازنة بوقت أسرع مما كانت عليه إقرار الموازنات في عهد حكومة المالكي . وكان طموح أبناء الشعب أن لا يكون فيها تقشف أكثر مما حصل أو يحصل من استقطاع رواتب الموظفين والمتقاعدين وإعادة سلم الرواتب وفرض رسوم حتى على الذي يمشي في الشارع .فهما كان العجز في الموازنة فعلى الحكومة أن تبتعد عن الاستهلاك غير الضروري وتحاسب الفاسدين واسترجاع الأموال المسروقة ومحاسبة من هدر أموال الشعب قبل أن توجه دعوة إلى أبناء الشعب أن يتقشفوا  فأن التقشف حاصل وقد طرق أبواب بيوتنا فالحفاظ على أموالنا من الهدر واجب فالقرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود .

ذهبت الموازنات الانفجارية مع السارقين والفاسدين واقول تقشفوا قبل ان تجبروا على التقشف وامسكوا اموالكم وامنعوها من الهدر قبل ان تبحثوا عن لقمة العيش الخاصة بكم وبأولادكم وهو واقع يتحرك بشكل سريع . فقد كان البرميل 110 دولار واليوم النفط يقترب من 28 دولار او اقل من ذلك احسبوها جيدا وانظروا كيف ستمر الأيام القادمة وبأي طريقة يمكن أن نحافظ على لقمة العيش .. تقشفوا .. يا عراقيين .. قبل أن تجبروا على التقشف .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك