مازالت السعودية، تفعل فعلتها في المنطقة، لتزيد التوتر والإحتقان بشتى الوسائل والطرق. لا يخفى الدور السعودي، في دعم التنظيمات الإرهابية، في العراق وسوريا، وكذلك دعمها للسياسيين الطائفيين في هذين البلدين. تحاول السعودية أن تجعل من نفسها، اللاعب رقم واحد في الشرق الأوسط، لكن سبيلها لتحتل هذا الموقع -وللأسف- هو سبيل الدماء المراقة، على طول خارطة المنطقة.
السعودية دولة مغلقة، تحتكر السلطة فيها ومنذ تأسيسها عائلة آل سعود، ولا يحق لأحد أن يشاركهم فيها، حتى إسم الدولة هو تبع لتلك العائلة، وتغطي هذه العائلة وتحمي ملكها، من خلال إعتناق الفكر الوهابي، الذي يرى كل مخالف له كافر ويجب قتله.
الحريات، والرأي الآخر، وحقوق المرأة، وحق التظاهر، وحرية التعبير، وحرية الأديان، كلها أمور محرمة في عرف آل سعود، ومجرد المطالبة بها يكفي ليوصلك إلى حبل المشنقة، ومن المضحك المبكي في هذا السياق، إن السعودية حاليا تشغل رئيس المنظمة العالمية لحقوق الإنسان.
تعتمد السعودية في إشعال الفتن في المنطقة، على شيوخ الفتن، الذين أعدتهم سلفا، وقدمتهم على إنهم قادة الدين، هؤلاء الشيوخ، أصدروا فتاوى، أشعلت المنطقة، لكنها بنفس الوقت حرمت الإعتراض على ال سعود، وطريقتهم في ادارة الحكم.
تحارب السعودية المسلمين المختلفين معها في الرأي، وتعدهم خوارج، وتوجب قتلهم، وتستهدف الشيعة بشكل خاص، في حين نجدها تغض الطرف عن إسرائيل، وما تفعله بالفلسطينيين، ووصل الأمر بمفتيهم، أن يوجب قتال الشيعة، ولكنه لا يجوز قتال اليهود لأنهم مسلمين على -حد قوله-.
المتابع للسياسة السعودية، يجدها متناغمة تماما مع السياسة الإسرائيلة، كما إن العلاقات السعودية الإسرائيلة، نجدها قائمة على قدم وساق، ولا يُخفِي ساسة السعودية أو إسرائيل هذه الحقيقة، وقوة العلاقات.
بعد أن أشعلت الحرب في سوريا، والعنف في العراق، والعدوان في اليمن، ومحاولة إشعال الحرب في لبنان، فشلت السعودية فشلا ذريعا، في السيطرة على هذه الدول، وتنفيذ أجندتها الخاصة، بسبب قوة الشيعة وتماسكهم، في مواجة الهجمة الوهابية المتطرفة، وتكسرت خطط إسرائيل، المُنَفَذة بايادي الإرهاب السعودي، في هدم خط الممانعة الشيعي، الذي يقف أمام التمدد الصهيوني.
غيرت السعودية خططها، وبدأت بخطوات عملية علنية، لإثارة فتيل أزمة طائفية جديد في المنطقة، ومحاولة تفريغ المشهد الشيعي من قادته، معتمده على المساعدة الإسرائيلة بذلك، فالمتابع للمشهد لا يعدوه التحليل، في الربط بين مقتل القيادي في حزب الله سمير القنطار، وإعدام الشيخ النمر ، فالشهيدان يمثلان رؤوس كبرى في خط الممانعة، كما إن خصوصية الشيخ النمر، يمكن من خلاها -وحسب فهم السعودية- أن تساهم في تأجيج حراك طائفي في المنطقة، يسمح للسعودية أن تأخذه حجة وذريعة، للتدخل المباشر العسكري، في الدول التي ستشهد الصراع الطائفي العلني، بحجة حماية أهل السنة.
https://telegram.me/buratha