المقالات

الوساطة العراقية والمصالح الوطنية

1578 01:54:29 2016-01-10

اذا كانت السياسة الخارجية تعني مجموعة الأهداف السياسية التي تحدد كيفية تواصل بلد ما مع البلدان الأخرى في العالم... فان الدول تسعى دائما عبر سياساتها الخارجية إلى حماية مصالحها وأمنها الداخلي والمحافظة على ازدهارها ومصالحها الاقتصادية. وقد تحقق الدولة هذا الهدف عبر التعاون السلمي مع محيطها الاقليمي او عبر الحرب والعدوان والهيمنة واستغلال الشعوب مثلما تقوم سياسات اغلب الدول الكبرى ومنها الولايات المتحدة الامريكية.

واذا كانت مدرستان مثالية وواقعية هما المتحكمتان الأساسيتان في نظريات السياسة الخارجية وقياس سلوك الدول وممارساتها اضافة الى المدارس الليبرالية والماركسية ، فاننا نقف ونتأمل كثيرا السياسة الخارجية العراقية بعد والى اليوم لنجدها بعيدة كل البعد عن تسميتها بسياسة خارجية؟؟ ، فقد تربع الوزير السابق لمدة عشر سنوات على المنصب عمل فيها بثوابت المدرسة الواقعية التي تتبنى موقفاً يُعنى بالمصالح الخاصة للدولة بالدرجة الأولى ولا يبالي بمصالح الدول الأخرى ولكنه لم يعمل لصالح العراق بل عمل بجد لمصلحة اقليم كردستان فكان حريصا على فتح ممثليات له في كل البلدان وتدريب الكوادر الكردية التي استولت على الوزارة لفترة طويلة لإدارة وزارة الخارجية القادمة في الاقليم خلافا للدستور ولواقع العراق الفدرالي الاتحادي الموحد.

ولم نبتعد كثيرا عن شخص الوزير لنجد ان وزارة الخارجية انتقلت فينا من المدرسة الواقعية الى المدرسة المثالية وفق مفهوم أهداف واسعة النطاق من شأنها أن تنفع أكبر عدد ممكن من الشعوب والدول.. وهذا ما وجدناه واضحا في مساعي الوزير الحالي للتوسط بين السعودية وايران التي عليها بعض علامات الاستفهام من قبيل انها جاءت خلافا لموقف رئيس الحكومة الذي قال ان العراق لن يتدخل في الخلافات الإقليمية ، وخلافا أيضاً لرغبات الشعب العراقي الذي يتظاهر يوميا لاغلاق سفارة السعودية ببغداد لاعدامها رجل الدين الشيخ نمر باقر النمر.

ان تدخل العراق في اي ملف خارجي اقليمي يجب ان يكون نابعا من مصلحة العراق اولا؛ والعلاقة الإيجابية بين طرفي الخلاف ثانيا؛ حتى نضمن نجاحها وهو ما نراه غير متحقق مع السعودية التي لم تفتح سفارتها في العراق الا بعد عاما من سقوط النظام وعلى مضض.. فكيف نتوسط بينها وبين ايران التي تجمعنا علاقات إيجابية معها؟ وكيف نتحدث للإعلام عن هذه الوساطة قبل زيارة عاصمتي البلدين وأخذ الضوء الاخضر للتدخل بعد تلمس القبول والايجابية لدى الطرفين؟ والم يكن الأحرى بنا التركيز على المشكلة مع تركيا والعمل على اخراج قواتها المحتلة من بعشيقة بدلا من الانغماس في الخلافات الإقليمية؟؟!!.

مما تقدم نستنتج ان السياسة الخارجية العراقية تعاني قصورا واضحا بعد عام ، لعدة اسباب منها:
ان السياسة الخارجية رهينة بمصالح ضيقة وليس لها علاقة باهداف وستراتيجيات.
ان واحدة من اهم عناصر قوة السياسة الخارجية ان تكون نابعة عن مصالح البلد ورغبات ومصالح شعبه؛ وهو ما نجده مخالف تماماً في العراق حيث انها بعيدة كل البعد عن رغبات الشعب وتوجهات مكوناته.
ان المدرسة الواقعية هي الأنفع للعراق في السياسة الخارجية ورغم ذلك نرى سياستنا الخارجية تجامل احيانا على حساب مصلحة البلد الاقتصادية وحتى اهدافه السياسية.

ان سياسة العراق الخارجية لن ولن تنجح سواء كانت محايدة او منحازة لطرف اقليمي او دولي اذا لم تنبع وتعبر عن مصالح البلد ورغبات ابناءه واذا لم تعرف موقعها الحقيقي والفعلي في المحيطين الاقليمي والدولي.. انها دعوة للتحالف الوطني باعتباره من شكل الحكومة لإعادة النظر بسياسة العراق الخارجية على أسس علمية تحفظ وجه العراق وتحافظ على مصالحه وامواله من الهدر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك