المقالات

النمر والحكيم ..محمد باقر أغتيل مرتين!!

1958 10:27:07 2016-01-13

الأخطبوط كائن بحري، يمكنه تغيير لونه في أقل من ثانية، وهو من حيوانات القاع وليس مخيفاً.. إلا إنه كان ملهما لكثير من صناع السينما؛ فصوروه وحشا بحريا عملاقاً يغرق السفن، ويقتل ضحاياه بقوة أذرعه ومجساته المتعددة.

الأعلام سلاح ذو حدين،فتارةً يكون فاعلاً، مؤثراً، متسيداً، في حال تم إستخدامه بالشكل الصحيح، وعلى الوجه الأمثل، كما هو حال الإعلام الغربي، والإعلام الأمريكي، الذي جعل من الإخطبوط اليهودي وحشاً ضارياً، وتارة أخرى يكون الإعلام نقمةً على العقلاء والشرفاء، ووبالاً على الشعوب، في حال الإساءة في إستخدامه كما هو حال الإعلام العربي؛ الذي وقع بين مطرقة النفعية، وسندان الجهل.

لقد دأبت القوى الإستعمارية- على مر العصور- وبدفع من حاخامات أل صهيون؛ على إسكات أي صوت ينطق بالصدق، أو يهدي إلى الحق، من خلال عملائها، وأذنابها من الحكام والطواغيث، وبعض المرتزقة، ولم تتدخل- يوماً- بشكل مباشر إلا في حال فشل هؤلاء في حماية مصالحها، أو تحقيق أهدافها.

أخطبوط آل صهيون، بأذرعه الإستعمارية، ومجساته العميلة، وإعلامه الخبيث، إستطاع أن يدير معركته مع الحق بإحترافية مطلقة؛ من خلال العمل على إغتيال رموزه- الحق- في شتى بقاع المعمورة، بعد أن صوره الإعلام العربي المأجور في قطر والسعودية وباقي دول الخليج، وبما يوحي للجميع بأنه راس الأخطبوط العملاق، الذي يسيطر على مقدرات الشعوب في منطقة الشرق الأوسط، وأنه القوة التي لا تقهر في المنطقة، .

إختلفت وسائل القتل والإغتيال، وتشابهت صفات القاتل والمقتول؛ فقد قرأت ذات مرة، في أحدى الصحف، عندما إجتاحت قوات التحالف أراضي العراق، لإسقاط طاغية العصر- الهدام- أنه قد سئل أحد الخبراء الذين دخلوا مع هذه القوات، ماذا وجدت من القوى المؤثرة في العراق؟ والتي تتوقع أن يكون لها دوراً كبيراً، في رسم خارطة وحدود العملية السياسية في هذا البلد؟.

أجاب: " لقد دخلت إلى العراق فوجدت رجلين؛ أحدهما كان قد تمكن من أن يلتقى بجميع أطياف الشعب، في ستة أشهر، فقد إلتقى بشيوخ العشائر، ورجال الدين، وبالنساء، وحتى أطفال الرياض، وقد وضع تحت جناحه جميع خصومه السياسيين- ويعني بذلك السيد محمد باقر الحكيم( رحمه رب العزة)- ورجل آخر لو قال كلمة- جهاد- فلن يبقى أحد في بيته- ويعني السيد السيستاني( حفظه الباري وأطال بقاءه).

الشهيد نمر باقر النمر، كان قد جمع بين هاتين الخصلتين، فقد تمكن من تعبئة الأطراف المعارضة لنظام آل سعود، ودعى إلى رحيلهم عن سدة الملك والحكم، في بلاد نجد والحجاز، وقام بفضح ممارساتهم القمعية، وأشار إلى ضحالة أفكارهم، وسطحية مداركهم، وأوضح بما لا يقبل الشك؛ مدى عمالتهم، وبعدهم الشاسع عن الإسلام وشريعته السمحاء، كما أنه كان يمتلك إمكانية النطق بكلمة الجهاد؛ ليدك بها عروش الطواغيت من آل سعود.

كما حرض إخطبوط آل صهيون سابقاً؛ لإغتيال جذوة الثورة التي كان يحملها الشهيد السعيد محمد باقر الحكيم، قام اليوم بتحريض أذرعه النتنة من فجار آل سعود؛ لإغتيال ذات الجذوة، بعد أن تلألأ ضيائها، وشع نورها، على يد الشهيد الناطق بأعظم الجهاد؛ عندما قال كلمة الحق مدوية، ليصم بها آذان الطغاة ويقض مضاجعهم.

نعم: لقد غيب الموت الشهيدين ؛ لكنهم لم، ولن يغيبوا عن ضمائر الأحرار والشرفاء، وبالرغم من إغتيال أجسادهم فإنهم لم يتمكنوا من إغتيال أفكارهم، أو المساس بعقيدتهم، ولا النيل من نهجهم في الثورة على الظلم والظالمين، لقد ترك الشهيدان من الكرامة، والفخر، ما يكفي الأمة لسنوات من الدهر، فسلام على الحكيم و النمر، يوم ولدا، ويوم أستشهدا، ويوم يبعثان شاهدين، على أمة الكفر والطغيان، .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك