المقالات

العقل كمال المجتمع فمتى يفعل؟!

1918 2016-01-15

نرى إن المجتمعات تتسابق في كمالاتها الجسمانية, فنرى الاهتمام بالذهاب إلى الطبيب عند المرض, و إعلانات لمراكز الطب والتجميل في كافة أنحاء العالم, حتى أصبح الفرد يرتاد هذه المراكز أكثر من زيارته لمكتبة أو تحصين نفسه بعلم نافع, ألا يستحق العقل عناية أهم من سائر الجسد؟!

منشغلون جدا بنشر الأفكار المريضة! بينما لا يتوقفون قليلا عند تفسيرها! و أنشغل المجتمع بتبني تلك الأفكار بانتقائية الهوى, بينما الأفكار تنتقى بالعقل؟! العقل يفيد الآخر بجمال تحليله, وينهض بالمجتمع دون إراقة الدماء, وهو ارث الأجيال المتعاقبة, بينما كمالات الجسد تفيد الفرد نفسه! كذلك خطورته في تبني الأفكار, هي أخطر بكثير من مرض أو تجميل للجسد, فلماذا لا نستفيق قليلا لذلك العضو المريض؟! الذي فتك بربع العالم منذ نزول ادم الأرض! وها نحن اليوم نعيش خطر تجميد ذلك العضو المهم في المجتمع, وسبب التعطيل هو نحن.

متى نلتفت قليلا لذلك المرض في جسدنا؟! طبيب الجسد نصرف له النقود الطائلة, بينما ذلك الجزء المهم لو أنعشناه فنجني منه راحة آنية ومستقبلية! 
إن أهم أسباب إهمالنا لهذا الجزء الحيوي, هو عدم معرفتنا بما يستند إليه, ويأتي ذلك لعدة أسباب, فهو جهاز منطقي لا يكذب ولا يتملق ولا يفعل أي شيء خارج نطاق منطقيته, فعندما نجده تعطل من شيء يعاكس الهوى عمدنا على تعطيله أكثر فأكثر, أو نعمد على برمجته حسب ما يقتضيه الهوى, وبالتالي نحن نعطله أو نمرضه في الحالتين, فمثلا هو لا يقبل أن تبرمجه على البغض والكراهية, وهوانا يشدنا لذلك! لا يقبل أن تنظر بالدونية لنظرائك في الخلق, إما نحن فنبرمجه دون ذلك, وهكذا فهو مريض منا, ولا نشعر بذلك.

سائر الأعضاء في الجسد عندما تمرض تنهك صاحبها, ولكن مرض عقولنا قد أعيا جميع المخلوقات, و أمتد عبر الأجيال, فكلما يبتعد إلى جيل يستفحل أكثر, لعدم المكافحة العلمية, وتسيير الهوى بدلا عن العقل, فما بال ذلك الذي يدعي العقلانية وينتقي من الكلام ما يوافق هواه؟! فمثلا انتقت الأديان أفكارا منحرفة وتركت نص كتبها, فلما أدى هذا التضارب إلى عدم مقبولية العقل لمثل ذلك الفعل, ارتد سلبا على المدعي للتعقل, فقتل الحامل للمشروع الرئيسي, وبذلك برمج عقله على المعارضة الدائمة لكل من يحمل ذلك الفكر.

هكذا توارث ذلك المرض حسب نظرية الوراثة, فنجد سائر الشعوب رغم تطورها, تعطل تلك الخلية التي تنمي ذاتها, فنجد بروفسور مثلا يسجد لبقرة, ونتج ذلك الفعل عن عدم انسجام العقل مع رفضه لوجود طاقة خارجية خالقة للكون, وهكذا فعندما فعل ذلك المتبني لمشروع الإسلام, ما يتعارض مع مشروعه الرئيس, شرع لنفسه شرعة أدت به إلى التطرف وإلغاء العقل مطلقا, وتجد الصراعات النفسية تتغالب على العقل, بينما عندما نتبع العقل ونصلحه سنجد ما نتوق اليه فرديا منتشر في المجتمع, وبالتالي سنكون سعداء عبر الاجيال.

نهاية: متى ما عرفنا المشروع العقلي الصحيح, فلا حاجة لنا بعد بالمراجعة على أمراضنا الجسدية الأخرى, عافي عقلك تنهض بأمتك.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك