المقالات

حبذا لو كانت حكوماتنا صولاغية..!!

2138 20:37:17 2016-01-18

منذ بواكير الحكم الديمقراطي في العراق- للفترة التي تلت أيام الجهاد ضد الطاغية الهدام- برز أسمه في صدارة قوائم الرجال المتميزين، الذين قدر لهم أن يعودوا إلى أحضان بلدهم العراق، ليضمدوا جراحاته، ويسهموا في بنائه، ويرسمون له ذلك الغد المشرق؛ الذي كانوا ينشدون.

رجل عُرف بشمولية مداركه، وبياض أياديه، وإيثار عموميته على حساب خصوصيته، وتميزه بكفاءة الأداء، وجدية الموقف، وشرفية العهد، وأريحية السلوك، وتأريخه الجهادي المشرف؛ الذي كان يفتقر إليه، جُل من ناوئوه، ونصبوا له العداء، ونشروا غرابيل حسدهم، وحقدهم، ليحجبوا وهج إنجازاته، في زمن اللا إنجاز، فقد كان طموحه يتعدى حدود الوطن بكثير. 

أنا أجد نفسي.. حين أتكلم عن هذا الرجل، لما حققه لي من طموح، في تكذيب إدعاءات الفاشلين، بعدم وجود كفاءات عراقية، وإن الحكومة مسلوبة للإرادة؛ بسبب التجاذبات السياسية، ومحاربتها من قبل الكيانات والأحزاب الأخرى.

لقد كان السيد باقر جبر صولاغ، يمثل المساحة البيضاء، التي تتصدر كل صفحة، من الصفحات التي إصطبغت بالسواد، إبان حكومات حزب الدعوة الثلاث- الجعفرية والمالكية والعبادية- وبما أن حزب الدعوة، كان وما زال، يتبع قاعدة الدين هو دين الملك، أصبح لابد من العمل على تلطيخ تلك المساحة البيضاء، لتكون وفقاً للمبدأ الطويرجاوي، المتمثل بالقول الشائع( أبتر بين البتران).

لقد ساهم صولاغ كثيراً، في تقليص مسافة البحث عن الحقيقة، من خلال الكشف عن المواقف، والممارسات الفاسدة: لنواب، ووزراء، ورؤساء وزارات، وكتل، وكيانات، مما جعله عدواً مشتركاً، لهذه المكونات التي تنهل من وعاء الحقد والحسد ذاته.

لقد أوجب ذلك محاربته، ومحاولة النيل من تأريخه الجهادي- السابق- ومجده الريادي-اللاحق- في إدارة ملفات مسؤولياته، التي تميزت بالكفاءة، وحسن الأداء، والشذوذ عن قاعدة الحكومات المتعاقبة، من خلال بيانه للتداعيات، والمعطيات الحقيقية، على عكس ما كان يعلن رسمياً.
لم يبخل الزبيدي، بجهد- يوماً- في تنشيط وتفعيل دوره في إدارة حقائبه الوزارية، ومسؤلياته الإدارية، فعندما تولى مسؤولية وزارة الداخلية؛ نجح- حينها- في خلق منظومة أمنية متكاملة، من شأنها إدارة الملف الأمني بكفاءة عالية، وحين أستوزر على المالية، كان عصياً على الكرد، ومستعصياً على المالكي، في جميع محاولاتهم، لإختراق المنظومة المالية، والتجاوز على المال العام، كما ساهم في إسقاط الديون العالمية، عن كاهل العراق بنسبة 80%، ورفع قيمة الدينار العراقي، أمام العملات الأخرى.

وزارة النقل، ذات الشركات الخاسرة، والأداء المتواضع، والصيت السيء، إستحالت بقيادته لكوادرها، وإدارته لدفة الأمور فيها، إلى وزارة ذات شركات رابحة، وسمعة عالمية طيبة، وأداء متميز، بحيث أصبحت من أقدر الوزارات، على دفع رواتب منتسبيها، بل أنه قد زاد على ذلك؛ بحيث أمر بتوزيع الارباح على موظفي الشركة العامة للنقل البحري، بعد أن كانت من الشركات الخاسرة.

بالرغم من كل هذا وذاك، فإننا لم نزل نسمع ذات الإفتراءات، والأكاذيب، وبذات الأسلوب البغيض، الذي يدعو إلى الدهشة من إصرار هؤلاء، على محاربته والإساءة إليه، بدلاً عن الخطو خلف خطاه، علهم يصلون إلى مقدارٍ مما وصل إليه .

لو إن كل وزير من الوزراء، كان قد قام، بما قام به هذا الرجل، وعمل بهمته، وإتصف بنزاهته؛ لكان العراق اليوم، يعيش حالة من الرخاء، وبحبوحة من العيش، وتفاخراً بين مكوناته السياسية، في معدلات ونسب خدمة وزراءها، لشعبهم، ووطنهم، بدلاً من حالة الضياع، والتشضي، ووضع العصي في دواليب النجاح، وإتهام الشرفاء، بما لا يصدر إلا عن لئيم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك