المقالات

بذور الشر وشرائع القتل

1252 00:39:49 2016-01-24

عشرات الشهداء..ومئات الجرحى.... ليسوا امبرياليين ولا صهاينة... ولا من المحافظين الجدد.... 
ليسوا من اعداء الاسلام بل هم من دعاته ومن المؤمنين به، والمؤتمنين على رسالته، وكان اليوم جمعة، وكانوا يجتمعون لاداء فريضة الصلاة... 
لم يكن اي منهم اجنبيا كان كل واحد منهم عراقي من بشرة الجلد حتى نخاع العظام.... كان بعضهم عربيا، والاخر كرديا، وبعض ثالث من التركمان... جمعتهم في المكان المعلوم فريضة الصلاة... جمعتهم كما كانت تجمعهم دائما خير العبارات ( لا اله الا الله، محمد رسول الله) فاي فكر متعفن هذا الذي خطط لقتل هؤلاء؟ واية روح شريرة تلك التي خططت ووجهت؟ واي مجرم هذا الذي قبل ان يفجر نفسه ليغرق عشرات المصلين بشلال الدم، وليمزق الدشاديش البيض والطاقيات ويجعلها تختلط بتراب الارض؟. 
من اية زاوية نتناول الموضوع فاننا لا نجد فيه عملاً سياسيا، ولا عملاً جهاديا، ولا عملا بطوليا، ولا واجبا دينيا شرعيا، ولا فعلاً وطنيا... 
فلم يمله الدين ولا القومية ولا الوطنية ولا محاربة الكفر... بل ان هذه المفاهيم الجليلة مجتمعة تأنف من عملية القتل الجماعي التي يمارسها البعض... وهي تاتي بنتائج معاكسة حتى لو افترض البعض حسن النوايا مع انه ليس وراء القتل نية شريفة او حسنة.... 
ولكن هل يجيد هؤلاء البرهنة على ان العراقيين لن يعيشوا بسلام بدون جنود الولايات المتحدة ودباباتها؟ 
هل يريد هؤلاء ان يقولوا للعالم باننا قوم همج ووحوش يقتل بعضنا بعضا؟ 
هل يريد هؤلاء ان يقولوا للعالم بان الاسلام والعروبة مذهبان للقتل بينما الاسلام دين الرحمة والعروبة ليست سوى دعوة للاخوة بين الامم؟ 
ان الاحزاب والحركات السياسية ايا ما كانت عقائدها يجب ان يكون هدفها صيانة الحياة لا تدميرها، وجعلها جديرة بالعيش وليس ميدانا للصراع الدموي... 
ان واجب الاحزاب، اذا كانت ذات عقيدة فعلاً، واجبها اسعاد الناس، توفير احتياجاتهم، اقرار حقوقهم، درء الاذى عنهم، حماية دمائهم، واعراضهم، وممتلكاتهم، احترام معتقداتهم، رفع الظلم عنهم، اقرار العدالة بينهم.. 
اما ان يكون واجب الحزب، اي حزب، ينحصر في شاحنة مليئة بالبارود تتوجه لبيت من بيوت الله لتجتث ارواح المصلين فهذا ليس حزبا ولكن عصابة، ولن يؤدي واجبا دينيا بل يحاول الاجهاز على الدين وقيمه... وليس هنالك مبرر واحد حتى لو كان بحجم الذرة يجعل من هذه الجريمة ومثيلاتها مقبولة عند الله او العباد.... 
ما كان عدواً فاعلاً ابداً بعدوه كما نفعل، نحن العراقيين، بانفسنا... 
مئات الالوف هجروا من بيوتهم ليعيشوا في العراء... 
خمسة ملايين معظمهم من ذوي الكفاءات الذين تعبت البلاد، ودفعت من المال والجهد ما دفعت لتجني ثمار علمهم، فاذا بهم شتاتاً في اصقاع الارض... 
عوائل تعاني ضنك العيش.... 
شوارع صارت ساحات للاغتيالات والخطف، وامهات يبحثن عن اجداث ابنائهن في ثلاجات الموتى، ومحظوظ من يعثر على جسد فقيده ليواريه الثرى... هكذا كان الناس عندما يغزوا بلدانهم الطاعون. 
وفي العراق اليوم يعم الطاعون لكنه طاعون لا تولده الا جرثومة الشر المستقرة في بعض النفوس.. لترسم لنا بانوراما شريعة القتل ..محاطة بكل الوان الاحقاد ..المستوردة من عواصم الارهاب اليعربي..وغير اليعربي...
الدكتور
يوسف السعيدي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك